علاء نعيم الغول - تسابيح نائمة

وتحومُ حولي حين أصحو باكرًا
أوزارُ أحلامي وآلامُ انتظارٍ
والتحولُ من بدائيٍّ لِظلٍّ سابحٍ
وتآكلُ الورقِ الذي غطى الحديقةَ
واختلافُ الرأي حولَ الموتِ والحبِّ
المعلقِ في رقابِ الجاثمين على مذابحهِ
وألسنةُ المرافىءِ
وهي تلعقُ شهوةً عرقَ النوارسِ
واحتراقُ مدينتي باللافتاتِ
ورغبةٍ في الحُكْمِ
والتنديدُ بالموتى الذين تسببوا
في فتقِ خابيةِ الحنينِ
وصوتُها العِشْقيُّ وهو يثيرُ ذاكرتي
القريبةَ من نوافذها ورائحةِ البخارِ
بُعَيْدَ حمَّامِ المساءِ
توقعاتٌ للرحيلِ وللبقاءِ كما أنا
بين الرصيفِ وبابِ مقهىً جائعٍ للنومِ
أسماءُ الطيورِ وقد تراءت لي على
وجهِ السماءِ كأنها فتحتْ مخيلتي
لأغرقَ في ظنونٍ لا أقاومُها
تقاسيمُ المقاماتِ القديمةِ وهي
تحيي لي قصائدَنا المليئةَ بالبطولاتِ
الرقيعةِ حول خمرياتِ مَنْ كتبوا
وما كتبوا لأندلسَ التي يا ليتها ما مرةً كانتْ
ترانيمُ السكونِ على مزاراتِ الخيالِ
المستَعادِ من انهياراتِ التأملِ
في تفاصيلِ البراءةِ
غربتي بين الذي أرجو ولا أرجو
و وجهُكِ حين نُقْبِلُ من شقوقِ الوَجْدِ
نلتمسُ ارتعاشاتٍ تريحُ ولا تزولُ
وناقلاتُ الجُنْدِ وهي تمرُّ من بين
البيوتِ كفكرةٍ عدميةٍ عن واقعٍ فقدَ التوازنَ
رغبةٌ منحوتةٌ من ريقكِ النهريِّ
من صفوِ ابتسامتِكِ الطريةِ
كالسريرِ المرتخي تحتَ اعترافاتِ العناقِ
مكاشفاتٌ أوصدتْ بابَ المخاوفِ
أسمَعَتْني ما تبقى من عناوينِ القصائدِ
والرواياتِ التي انفجرتْ بمن فيها
شعورٌ للعدوِّ بأنهُ قتلَ الكثيرَ وللبنادقِ
فوهاتٌ غير واسعةٍ وطلقاتُ النحاسِ
رؤوسها حمراءُ تنفذُ في رؤوس النائمينَ
تغيراتُ البحرِ عمَّا كان يومَ
كتبتُ أولَ جملةٍ عن مرأةٍ كانت
تناسبُ وجهَها خرساءَ أعرفُها وقِصَّتَها
ولا أنسى من الماضي الكثيرَ
مداعباتُكِ لي وقد كَشَّفْتُ صدري
عاريًا ليديكِ تنعتقينَ في شَعْرٍ رقيقٍ
ربما هو ما تبقى من شهيقِ المسكِ أو ماءِ
الشفاهِ وتذكرين قبيلَ ساعاتٍ عَجَنَّا
رغبتينِ على أتونِ العشقِ وانتعظتْ
أصابعُنا كما لو أنها
لمستْ مبلَّلَةً خطوطَ الكهرباءِ
وهكذا امتلأَ الصباحُ بكلِّ هذا
واختلقتُ مبرراتٍ كي أظلَّ ممددًا
لا بدَّ من أشياءَ تجعلُنا نحبُّ وننتشي
والبحرُ خلفي مُزْبِدٌ يكفي ليصبحَ شاشةً
بيضاءَ باردةً تَرَنَّحْ أيها الفِكْرُ الغَيورُ
ثمالةُ النورِ التي تمتصُّها
ورقُ الصحائفِ والمعلقةُ الأخيرةُ
فوقَ أستارِ الحياةِ
ملاحمُ الماضي هزائمُنا الطويلةُ
ما تمنينا هنا لم يكتملْ
ما أجملَ الدنيا حبيبتيَ البعيدةَ
ما علينا لو هربنا خلفَ هاتيكِ البحيرةِ
بين أحراشٍ تباغتُنا بليلٍ مقمرٍ
كم هشةٌ هذي السماءُ وليناتٌ هذه الأقلامُ
في تجميلها للحلمِ حين تجفُّ عن قلبي
حرارتُهُ تعالَيْ من هنا فالحبُّ أورَقَ
والنهارُ ملائمٌ للشمسِ
في عينيكِ ما في النفسِ من أشياءَ
تنسيني الكثيرَ من الذي لا يُنتَسى
هذا أنا وهناكَ أنتِ تقشرينَ اللوزَ
ترتسمينَ فيَّ علامةً بيضاءَ
أحفَظُ كلَّ لونٍ في ثيابِكِ
والتغيرَ في ملامحكِ النقيةِ
لونَ جلدِكِ وهو يلمعُ في مخيلتي
وآثارَ الشفاهِ عليهِ
يوفكا
بيضةٌ مسلوقةٌ
شايٌ مع النعناعِ
رائحةُ النهارِ وصوتُ أغنيةٍ
وبيتٌ دافىءٌ
ماذا تبقى كي نكونَ
هي الحياةُ حبيبتي شيءٌ بسيطٌ
من حكاياتِ النهارِ ومغرياتِ الليلِ
تنسيقُ الشعورِ
كباقةٍ من زهرتينِ وزهرةٍ أخرى
وقلبي دافىءٌ
لا يحملُ الحزنَ الذي قتلَ الفراشةَ
كم أحبكِ
لا لشيءٍ بل لأنكِ ساعةٌ رمليةٌ في القلبِ
خفقاتُ الهوى محسوبةٌ
ويداكِ ناعمتانِ
فارتسمي معي قمرًا وليلْ.
الأحد ٢/٢/٢٠٢٠
أنثى اللوتس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى