عبدالوهاب محمد يوسف - ( عبدالوهاب لاتينوس) - عهر الطهرانية!..

وحي أول ...
" أن أحفاد السماء لا يصنعون وطناً ، إنما يخلقون
جحيماً أرضي للجميع "
وحي ثان ...
" ليس هناك أكثر عهراً مِن عهرٍ مغلَّف بالقداسة "
وحي ثالث ...
" المتدين شخص بلا أخلاق أو ضمير على أية
حال رغم إدعاءه العكس "
وحي رابع ...
" كل متدين هو مشروع إرهابي فقط ينقصه
القوة والجرأة "
وحي خامس ...
" الإنحدار القيمي والإنحطاط الأخلاقي هو
ما يفسِّر إرتماء الناس بين أحضان الدين
والطائفية والعرقية السافرة "
... أن هذه الجماجم المشحونة بحرمةِ الجنس والنبيذ!
أن هذه الجماجم اللعينة المكتظة بضدِ كل ما هو جميل
وإنساني ، ضد الحُلم والتحليق ، ضد الإنسان!
أن هذا المجتمع الذي يرى في كرع كؤس نبيذٍ ردئ ،
أو خمرةً بلدية الصنع ، أو إمتصاص النراجيل بين
جدران مقهى يعجّ بالسكارى ، أو مخاصرة أمرأة
على رصيفٍ ذات أصيلٍ بهيج ، يرى في ذلك فعل
مشين ، لا ، بل عمل شيطاني بالغ الشعوذة ، في
حين أنه لا يرى في القتل والفساد المستشري في
جسد الدولة والمجتمع ، لا يرى في إزهاقِ روحِ
إمرءٍ مِن لحمٍ ودم ، فعل قبحٍ وإنحطاط مشين
يستحق أغلظ العقاب!
سحقاً للجميع! ... تباً لهذا النفاق!
أن كولمبيا هي نتاج هذا القيم النفاق!
إنها خرجت مِن رحمِ ذاك القبح الرابض بين جدران
قلوبكم التي أرهقتها القيم الطهرانية!
خرجت مِن القبح فيكم ، مِن المحمول الذي ما فتئتم
تلهجون بالمحافظة عليها!
خرجت مِن الجبن وخوفكم مِن الحريةِ التي تنشدونها
الأن بالهتافِ والزغاريد!
أفهموا أبناء القبح : أن الإنسان هو الخط الأحمر
الوحيد الذي دونه الموت ، الذي لا يمكن تجاوزه!
لا يمكن لكل قيم الأرض ، لكل أديان السماء أن
تخلق بشراً مِن لحمٍ ودم!
أن أولئك الشباب الذين يرتمون الآن بين أحضان النبيذ
كفعلِ تعويضٍ عن أحلامهم التي أكلتها أصحاب
اللحي المتطاولة ، التي أجهضتها القيم اللعينة ،
هُم الأصدق تعبيراً عن المجتمع وقيمه!
هُم الأكثر قرباً عن الذات حدّ التقمص!
هُم الأكثر قرباً عن معنى الثورة!
هُم الأحقون بالحياةِ مِن أصحاب اللحي المتطاولة
وربطات العنق ، ومثقفين الفذلكة اللغوية!
لا ، بل هُم الأفضل حتى مِن تلك الكتب الصفراء
اللعينة التي كساها غبار القِدمِ وتغوّط عليها التأريخ!
اللعنة! يحرِّمون الجنس والنبيذ في العلن ، بينما هُم
يمارسون كل ذلك في الخفاء!
يسجدون للجنس والنبيذ خلف الزقاقات المعتمة
والشبابيك المغلقة!
أقسم بإسمِ أمي ، أن هذه العقول اللعينة التي تستعدي
القُبل والنبيذ وتتصالح مع القتل والدماء ، لا يمكنها
بأي حال أن تعبر بكم إلى الضفة الأخرى ، ولا الحياة
التي تحلمون ، ستدفنون في رمادها!
أقسم بإسمِ العذراء ، أمي ، سأجنّ يوماً!
بأي إسم أخلاقٍ يقتلون الإنسان ، يستبيحون دمه!؟
بأي قيمٍ داعرة لعينة ...!؟
بأي أديانٍ حقيرةٍ شريرة ... بأي ...!؟
أهناك فعلٌ أكثر قبحاً وفدحاً مِن قتلِ الآخر ، إراقة
دمه ، إلغاءه مادياً مِن الوجود!؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى