عبد الواحد السويح - حتّى الموت لم يعد كافيا لأنام.. شعر

1 سرُّ موسى
دفن الشّمسَ في بطن الأرض فهلّلوا للنّجومِ، لقد كانوا يعشقون السّمرَ، حينَ اختفى صاحوا، أين يجب أن نتقبّلَ لنقيمَ الصّلاةَ؟
الإجابةُ في حصّالة مولاي والحصّالة لم تنكسرْ، فقدنا، فقدنا السّرَّ.
إنّها الطّامةُ الكبرى إذ قيلَ لنا ذلك من علاماتِ نهايةِ من تباركونه، قلنا كلّ من فيها خالدٌ، مولانا فيها، مولانا خالدٌ، إنّ ذلك مذكورٌ في صحفٍ قدسيّةٍ.
واختلفنا وكانت خلافاتُنا مبدئيّةً. حزبٌ منّا صاح بالدّيكِ: هلاَّ صحتَ قبل الأذان، وحزبٌ مضى يبحثُ عن روزنامةٍ بين الغيم مخفيّة.
في البلدِ لدينا أحزابٌ أخرى إذ قالت نعيشُ الهزيمة نومَكَ،
نومُكَ يا سيّدي كان هزيمةً، تبّتِ الصّحفُ القدسيّةُ ومشاعرنا القوميّةُ والتّسييسُ والحججُ القديمةُ، نومك كان هزيمةً
من أقام معالم هذا العالم والأكوان، لا تصمتوا يا روّاةُ، الآياتُ المجنونةُ تغدو معقولةً لمن كان يحتضرُ
الرّوايةُ في حصّالة مولاي والحصّالةُ تنفجرُ، عرفنا، عرفنا السّرّ، لم نتفطّن أنّ مولانا مات وأنّ الشّمسَ في موقعها نائمةٌ، سيّدي مات، ويلٌ لمن ينوي أن يناقش تلك المسلَّمة.

2 حينما كان حيّا،
كتبنا يا سادتي صوته ورسمنا أنفاسَه، حتّى وجهه حينما كان حيّاً ردّدناه. والآنَ وقد ماتَ، كيف ندركهُ يا روّاةُ؟
قال زنادقةٌ من حيّنا:
- حينما كان حيّاً، بتلذّذٍ همجيٍّ غيّرَنا وتناقلنا المعجزاتِ وقدّسناهُ، حينما كان حيّاً، تتجدّدُ الأشياءُ وحتّى الفوضى تصير نظامَ حياةٍ، الأشكالُ العبثيّةُ تصبح خاضعةً للإدراكِ، ولأنّه قد ماتَ فلن تبتهجَ حناجرُنا بمعانقة الاكتشافات. كلّ من فيها خالدٌ، مولانا فيها ونحنُ الأموات.

3 كوجيتو الموت
وإذا ماتَ حمارٌ، قلنا عجباً، إنّها إرهاصةٌ عن حادثة غير منسيّة، هل من سُبلٍ للنّجاة؟ يفتحُ الموتُ لنفسه طُرقًا متعجّلةً منطقيّةً، حاضرٌ يمضي، متنا، يمضي، متنا متنا، نحنُ من لفظتْهُ الأعوامُ
نحن معلَّقون داخلَ نحنُ
معلَّقون داخل حالة نحنُ
معلَّقون داخل حالة الانعدام النّظريِّ للواقعيّةِ
نحنُ مخابر للأوهامِ ونخشى التّفكيرَ كي لا نموتَ. نفكّرُ، إذن نحن موجودونَ والسّلام.


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى