أشرف العنـــــانــى - خريف المتوسط*.. شعر

(من أشرف العناني
إلى أشرف العناني )


ليل ٌ ..,
وظلٌ هامدٌ بالقلبِ ..,
يأتنسُ الفؤاد بحزمة ِالشوق ِالدفينةِ بينَ صمامهِ العلويّ
وبين فرقعةِ الصحائفِ :
لا يلف الوجدَ إلّا الوجد ُ..,
ولا يحب البحرَ الّا البحرْ ..
فضمديني ..,
هاتي اّخرَ ما تلاهُ الموجُ للشجرِ الخريفيِّ الهويةِ ..,
يا نخيلَ الشطّ ِ : هل تعدو أخاديدُ الرياحِ على ضلوعكَ
والطيورُ تهجّ من أعشاشها ؟..
هل تفدُ القوافلُ / حانةُ الإمراء ِ وباحةُ الفقراءِ
والمتسكعينَ بلا قرارٍ أو هويه ْ ؟ ..
وهل تجيئكَ دَنْدَناتُ الريحِ مزهوهْ ؟ ..
تتلو جبالُ الثلجِ أغنيةَ الجنوبِ وتبتليها بالسكاتْ ..,
وترجُ زَلْزلةُ القيامة ِ ..,
يحطّ شالُ الغيمِ فوقَ يمامةٍ بريةٍ ..,
والقلب ُ يهواهُ التسكعُ بين أصنافِ الغرامِ ..,
يشدهُ المبهوتُ
والصوفيُّ
والعاشق ..
ليلٌ ..,
وظلٌ هامدٌ بالقلبِ ..,
يأتيكَ الصحابُ مباعدينَ عيونَهم
لسماجةِ الخبرِ المُرَقّعِ في صحيفةِ ليلك الاّتي ..,
ولا أحدُ يجيبُ القلبَ عَمّا يأتلفْ ..,
ولا أحدٌ يجيبُ ..,
ولا أحد ..
ظلٌ ..,
وليلٌ هامدٌ بالقلبِ ..,
ويصطفيك البحر لنشوةِ الإبحارِ ..,
هل تبدو ملامسةُ النسيجِ كشرفةٍ للطفوِ فوقَ علاقةِ الماء ِ
الزلالِ بماءِ عريشكَ الجوفيّ ونخلِها المعقوفِ بالوحدةْ ..؟
سالتْ دماءُ النخلِ ..,
وسالَ خريفنا ..,
فلأيّ منحدرٍ يسدُّ الليلُ أبواب القراءةِ والغناءْ ..؟
لأيّ مُنْعَطَفٍ يلفّ عيوننا رهقُ الفداحةِ والخطرْ ..؟
ظلٌ ..,
وليلٌ هامدٌ بالقلبِ ..,
ويبتليكَ الغيمُ بغيمةٍ سَكْرَى ..,
وأنتَ أنتْ ..,
تطلّ من وهجِ اطلاعكَ من نزيفِ الإسئلهْ :
ليتَ انتهاءكَ للغرامِ يحلُّ مشكلةَ الغرام ْ ..
ليت انتهاءكَ للوطنْ ..
عكفَ المساءُ على مسائكَ فانتحى ركناً قصياً ..,
وانتحيتَ بعشقكَ البريِّ للبحرِ
وعشقها .. :
تقول ُ بأن مشكلة البنفسج في القصيدةِ معضلهْ ..
وأن مشكلة الغموض ..........!! ,
وأنتَ تستبقي على خاصِ الكلامِ ..,
تقولُ بأن ما بين الفؤاد وبينها شئُ
والشعر شئ ْ ..
أنتَ الوحيدُ
ولا أحدْ
طلّتْ عيونكَ في قرارِ الريحِ ..,
عُلِّمْتَ التلاوةَ ..,
كيف ناءَ القلبُ يا قلبَ الغريبِ بحملهِ ؟..,
وكيفَ أتقنتَ افتداءَ جميلَ أشعارِ السلالة بالمدنْ ؟..,
تتلو
وتعرفُ
أن بدايةَ العمرِ الخريفيِّ طلوعُ دجالٍ يسمى بالمسيخِ
على خريطةِ عمركَ البشريّ
مكللاً بالغارِ والفتنةِ ..
تتلو
وتعرفُ
أن زلزلةَ القيامةِ لا محالةَ قائمهْ ..,
وأنها نفخة ُ اللهِ في اّخر الزمن المؤرقِ بانتحال الأدمغهْ ..,
تتلو
وتعرفُ
أن أسماءَ الذينَ يودّعونَ كثيرةٌ :
فرغتْ دفاتر ذكرياتكَ من تصاويرِ الرفاقِ
فلا أحدْ ..
فرغتْ دفاتر ذكرياتكَ من عناوينِ البناتِ
فلا أحدْ ..
فرغتْ دفاتر ذكرياتكَ من كتاباتِ الشقيقِ
فلا أحدْ ..
وأنتَ أنتَ
ولا أحدْ ..
تَطْلي مساءَكَ بالنجومِ
وبالكتاباتِ النبيلةِ ..
ما يفعلُ الشايُ الثقيلُ برأسكَ المصْدوع ؟
ما تفعلُ الريحُ في شجرِ الكتابة ؟
ماذا سيفرغُ بدركَ العربيُّ من جوف القديمِ أو الجديدِ سوى الصدأْ ؟
أتيتَ
وكانَ في الوقتِ متسعٌ لتروي الروم عن كسرى
ويروي الفرسُ عن قيصر ْ ..
أتيتَ
وكانَ في الوقتِ متسعٌ لتركضَ في سماءِ قرطبةَ الجليلةِ
مهرةُ الفتحِ الأخيرِ من السلالةِ ..
أتيتَ
وكانَ في الوقت متسعٌ ليروي ظلُكَ العاري
كتابَ العابرين بلا قرارٍ أو هويهْ :
هل كان في بدءِ اصطفاءِ الأرضِ متسعٌ ليروي اّدمُ المسكينُ قصَتَهُ
ويعتذرُ ؟
هل كان للعذراءِ - لمّا أنْ أتاها الطيفُ – متسعٌ لتفهمْ ؟
هل كانَ للصحراءِ قلبٌ
كي تُطَبْطِبَ فوقَ أوجاعِ المهاجرِ من هوانِ الروحِ إلى السكنْ ؟
ها أنت ترمحُ في اتساعِ فضائكَ المزحوم بالأشباهِ
ولا أحدْ
تقولُ للرمل ذاكرةُ المهادنِ
يصطفيكَ بِبَوْحِهِ :
ما كانَ عنترةُ افتتاحَ مسيرةِ المدّ البطوليِّ ..,
ولا المقوقسُ حاكماً فرداً ..,
ولا التنينُ - في عرف الكتابة – قاعداً لبناتِ نيلكَ
يستحمُ بدمعهنَ ..,
ولا المُخَلِّصُ ماري جرجس ..,
ولا إيزيس ُ مُخْلِصَةٌ ..
تقولُ
أستفتي البلادَ على فؤادي :
أيُّ قُطْرٍ لاتحطُّ يمامتاكَ بنخلهِ
لا يصطفيكَ
ولا مودهْ ..
تقولُ
ما زالَ في العمرِ متسعٌ لتنبتَ في بلادِ اللهِ جناتٌ
فراديسٌ مُنَعَّمَةٌ ..,
وأشجارٌ ..,
وأنهارٌ ..,
وغلمانٌ ..,
وحورْ ..
أنتَ تعرفُ أنَ مخزونَ الكتابةِ عن يمينكَ أو شمالكَ
حاكماً بين اضْلاعكَ واطْلاعكْ ..,
في أيّ منحدرٍ ستصعدُ ؟؟
لا تبالي الريحُ إن كان الصعودُ الهامشيُّ إلى عريشِ الروحِ
أو البناتُ تحطّ خضرتها وتمضي ..
تقولُ للريحِ أن تُبدي أصابعها ..,
للريحِ أن تسطو على زهوِ الحرائقِ في الربوعِ المتخمهْ ..
للريحِ أن تمضي ..,
وتمضي لسردِ خريفكَ اليوميِّ
ما بينَ ابتدائكَ بالقطيعةِ
وانتهائكَ بالذي يأتي على وجع الكلامْ ..
ها أنتَ حيٌّ
والبحرُ اّخرُ مَنْ يُعيرُكَ وِجْهةً للسيرِ
فوقَ علاقةِ الماء الزلالِ بماءِ عريشكَ الجوفيِّ ..,
البحرُ اّخر ُ مَنْ يُعِيرُكَ وجهةً للسيرِ فوقَ علاقةِ
الجلنارِ بالرمّانِ والقطبينِ بالمتوسطْ ..
ها أنتَ حيٌّ
واليماماتُ التي أحْببتَ هادنتْ الهديلَ
ونتّفتْ ريشَ الغناءْ ..,
ها أنتَ حيٌّ
والفراشات التي لقّنتها درسَ الغرامِ
طلقتها .. / قد طلّقتكَ
فلا أحدْ ..
ها أنتِ حيٌّ
تطلُّ من اّخرِ الوقتِ الخريفيِّ على الرمادِ
وأنتَ أعْلمُ من الرمادِ بالرمادِ
فلا أحدْ
لكَ أن تميلَ على خريطة دمعكَ البشريّ
من بدء الخليقةِ عن قعودكَ في فراغِ الإسئله ْ
لكَ أن تميلَ على خريطةِ دمعكَ البشريّ
كي تحصي النجومَ
وتستبدَ بنجمةً قصوى
تدنو بشرشفةِ الصباحات القصيةِ للعيونِ
فتستقرُ
لكَ أن تريحَ يمامتيكَ بِمِحْجريكَ فلا أحدْ
لكَ أن تحبَّ
فلا أحدْ
لكَ أن تصدَّ
فلا أحدْ
ها أنتَ أنتَ
ولا أحدْ
ها أنتَ أنتَ
ولا أحد ْ

.

أشرف العناني
*من مجموعة " عزف منفرد "
  • Like
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى