يحيى عمارة - أُنْشُودَةُ إِيلَانْ.. شعر

إيلانُ يَمُوتُ عَلَى شَاطِئِ الْعَارِ
إيلانُ يُدَاعِبُ رَائِحَةَ الاحْتِضَارِ
لَمْ يَدْرِ بَتَاتًا
أَن َّالمَاءَ يُهَيِّئُ لَهُ
حُفَرَ الرُّوحِ الْبَيْضَاء.
إيلانُ يَتَذَكَّرُ بَسْمَةَ رَيْحَان
فِي عِزِّ الْأيَّامِ.
إيلانُ نُورٌ وَضِيَاءٌ.
الطَّيْرُ يَرْثِيهِ حَزِينَ الْمِنْقَارِ،
يَنُوحُ عَلَيْهِ في الْفَيَافِي
بِأَجْنِحَةِ النَّازِحِينْ.
كان حُلْمُ إيلانَ أن يَلْهُوَ بِصَدْرِ أُمِّهِ
عَلَى زَوْرَقِ الْقَدَرِ الصَّغِيرِ.
كان يَعْشَقُ دُمْيَةَ وَطَنِه،
لَعَلَّهُ يَكْبُرُ بَيْنَ يَدَيْها النَّاعِمَتَيْنِ
وَيَعُودُ سَيِّدًا آمِنًا إِلَى ظِلِّ قَاسْيُونَ.
في
لحظة موجة غاضبة
صَاحَ طِفْلُ كُوبَانِي:
الْمَوْتُ أَتَى يَا أَبِي
فَهَيِّءِ الْكَفَنَ،وَقُلْ:
إِنَّ اغْتِيَالَ الْحَرْبِ قَبْلَ الْبَحْرِ.
هَذِهِ أُنْشُودَتِي يَا أَبِي:
صَلَّيْتُ شَهِيداً قَبْلَ الشَّهَادَتَيْنِ،
كَشَفْتُ شَرَاسَةَ الْغَدْرِ بَيْنَ الْبَحْرَيْنْ.
إِيلانُ وَغَالِبُ ورَيْحَان
عَصَافِيرُ الشَّرْقِ يَشْنُقُها حَبْلُ الطَّوَائِفِ
يَشْنقُها شَرُّ الْعَوَاصِفِ.
لا أَجْنِحَةَ لِلذِّئْبِ يَا أَبِي،
كَيْ يُوَزِّعَ عَلَيْنَا سَلامَ الْحَمَامِ،
أَنَا وَعَلِيٌّ وَإيرْهَامُ
أَطْلَقَ الذِّئْبُ عَلَيْنَا أَتْبَاعَهُ،
لِيَمْتَصُّوا مِنْ أَعْضَائِنَا
وَهَجَ الْحُرِّيةْ.
"لَمْ تُعْطِنَا الْعَوَاصِمُ شَيْئاً
نَسْتَعِزُّ بِهِ سِوَى الأسَى بِالْمَجَّان".
بَغْدَادُ نَخْلَةٌ عَشَّشَتْ فَوْقَهَا الصُّقُورُ





* نقلا عن ( أنطولوجيا شعراء وجدة) من اعداد الشاعر بوعلام دخيسي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى