محمد آدم - شـــــــاعر ..

مجر شاعر!
شاعر عبقري
شاعر مجنون
شاعر تافه
مجرد شاعر
يرى الليل من خرم إبرةٍ
ويحبس الزمن- على الطاولةِ- إلى جواره فى أنبوبة غازْ
شاعر ذو مزايا مزدوجة
يعمل بائعًا للأبقار بالنهارْ
وفى الليل يكنس النجوم من على طاولات المقاهي
ربما
لا ينال شيئًا من هذه الحياة
بعد أن صارت مثل بهيمةٍ لا تعنيه أصلاً فى شيء
يجلس إلى مكتبه بالساعات فى انتظار أن يسمع مكالمةً هاتفيةً
من أحد, ويتخيل نفسه بحارًا ليصل إلى قاراتٍ أنأى
من تلك التى يتخيلها العقل أو توجد على الأطالس
يتخيل نفسه رجل ساعاتٍ يصلح العقارات المعطوبة
ويعرف كيف يضبط الزمنْ
وقد يتخيل نفسه- أخيرًا- سفينةً شراعيةً تدور
بين المجرّاتِ والكواكب
بعد أن خرجت من نطاق الجاذبية فلا تلاحقه الهزائم
أو يعتوره الجنونْ
وبعد أن يفرغ من كل ذلك تمامًا
يجلس إلى مكتبه بالساعات فى انتظار أن يسمع مكالمةً هاتفيةً
من أحدْ
أن تأتيه كلمة
مجرد كلمة أجيرة من تحت عُقْب البابْ
عليها بعض التجاعيد
وقليل من حبات العرق
وربما يفكر
فى أن يعيد ترتيب أوراقه القديمة
عن السكك
وأبناء الشوارعِ
وبائعى الِعرق سوس
وكرّاسات اسبينوزا عن اللاهوت
والسياسة
وكتاب الموتى فى جبانات مصر القديمة
هل البحر بعيد عن هنا
هل الأرض فعلاً ذرة ين المجّرات
هل السماء واطئة إلى هذا الحدّ
لكى تنام قلعة جرامشي
أمام بوابة مقبرة؟!


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى