نبيلة غنيم - شبح.. قصة قصيرة

تنزل الشارع في وجلٍ، تشتري عدة كمامات وقفازات،
تحشد ما يكفيها من سلع لهذه الفترة المشئومة،
لا تدخل أبدا المحلات المغلقة، الرعب يتملكها والفزع يحتل عقلها،
تُسرع للوصول إلي بيتها ليعصمها.
المذيع يتصدر الشاشة، يتلو أعداد حصاد كورونا وانتشاره في ربوع العالم،
سعال حقيقي وآخر وهمي يطاردها كشبح مَرْذُول، العالم كله يُسعل من حولها ، ترتعب، تحتضن ابنتها الصغيرة، تقرر عدم الخروج.
تضع الطعام علي النار، ترتاح قليلا حتى ينضج .
البرد يداعب أطرافها، تُغلق جميع النوافذ، تستجلب الدفء باللجوء إلي السرير تحتضن طفلتها، يغافلها النوم،
يتفحم الطعام، تتراقص النيران وهي تصعد فوق القِدر،
تحتضن دوائر الدخان فراغات البيت، يعود الزوج من العمل ليجد قوات من الشرطة والمطافئ كخلية نحل، تكتمل الخلية بوجود طوق من الجيران والفضولين، الجميع يضرب كفاً بكف، يحوقلون ويتمتمون ،
يقترب أحدهم من الزوج يهمس في أذنه :
شد حيلك، البقاء لله.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى