عبد الواحد السويّح - سكران..

سكران يسبّحُ لي السّمكُ على الغيومِ والرّياحُ العاتياتُ ترصّعُ النّجومَ على بابِها * ألقِ بساطَكَ هيّا لا تكتئبْ واكتبْ أنّ رأسَكَ مسكونٌ بغرابٍ يتيم * في حقلِها جَملٌ مخمورٌ وبئرٌ قرارُها كتابٌ قديم * في الكتابِ رحلتانِ * جنّتانِ مسودّتانِ * حريقٌ يطالُ النّجومَ تحت بساطِكَ * ألقِ بكَ قد تنجو وقد تكون * ها الإنسُ يرتدونَ أصابعَهم ويرسمونَ الشّياطينَ على أضفارها * ألقِ بكَ لا تتمهّلْ ستشربُ النّارَ وتسخرُ منكَ النّجومُ وتبكي * احكِ عن ذاكَ الغرابِ الّذي تعوّدَ أن ينامَ داخلَ البئرِ يحلمُ بتينةِ الغدِ وبقطراتٍ من ماءِ الغدير * يا حبيبي رحلتانِ حالكتانِ * شمسٌ وحريق * وجملٌ يتهادَى في الطّريق مسكونٌ بشيطان * احكِ الآنَ عن الحُلمِ الّذي يلفحُ في القاع * ضاعَ الوقتُ ضاع وسادَ الجنون * مسكونٌ بها بالرّاحلةِ قيلَ وبكتابٍ قديمٍ لا يوجدُ لهُ مثيل * الفتيلُ يفتحُ الغيومَ ويُخبرُ أنّه أهدَى السّمكَ إلى البحرِ المستقيم * احكِ عمّنْ ضلَّ السّبيلَ وقالَ من بعدي لا شمس ولا قمر وأقسمَ بأنْفِهِ وبموطىءِ قدَمِهِ أنّهُ الإلهُ الجليل * قيلَ في السّماءِ المجاورةِ سيولدُ مَن له شأنٌ عظيم * يا أيّتها الرّياحُ العابداتُ أرسلي بالسّهّجِ على أبوابِها * رُجّيها وحدّدي لهم مسافاتِهم * دعيني أرَ مِن نجمتي ما في بطن تلك السّافلة * الولهان * سيضعُ الميزان * وشيطانٌ مغرمٌ بجَملٍ مسكين * باللّهِ بالكتابِ ادْعُوني إلى ولائمِ رؤوسِكم لأقهقهَ قليلا وأسخرَ من مزلاجِ بابها * ها أنتم تترصٌعون بالنّجومِ والرّاحلةُ تشعلُ الصّفحةَ الأولى من الكتابِ القديم * الولهان * كان يا ما كان * ولن يكون ما كان*


L’image contient peut-être : ‎‎أبو محمود السويح‎‎

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى