محمد البساطي - بعيداً عن البلدة.. قصة قصيرة

وقف منصور وعائلته على شط البحيرة. وبجوارهم المركب الذي استأجروه. مياه البحيرة هادئة. والقمر بدر تنعكس أضواؤه على سطح البحيرة.

انطلق بهم المركب فارداً قلوعه. قال منصور لصاحب المركب:

الجزر كتيرة. لو لقينا واحدة شطّها ناعم. من غير صخور؟

ليه؟

الصخور تقطع شبك الصيد.

وبعد ساعتين لمحوا جزيرة كبيرة. ترتفع قليلاً عن سطح البحيرة.

نزلوا من المركب وصعدوا إلى الجزيرة. وانطلق الأولاد يجرون في أنحائها.

قال منصور لصاحب المركب.

انتظر قليلاً حتى نصيد بعض السمك. نأخذه إلى البلدة نبيعه. نكمل ونشتري لنا ما نحتاجه من طعام. جبنة وحلاوة طحينية. آه ونشتري إن أمكن معزتين وخروفاً.

وأنطلق صاحب المركب بمركبه.

الأولاد يجرون وراء العنزتين والخروف. وتتعالى ضحكاتهم في الليل يشعلون النار للتدفئة. ويتحلقون حولها. يخشون هبوب الريح.

وتنقضي ساعات الليل سريعاً.

الجزر المجاورة كانت تشعل أيضاً نيرانها. وينطلق الدخان في سحب متلاحقة.



* هذه القصة القصيرة جداً بين آخر ما كتب البساطي
** منقول عن «الحياة».

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى