عبد الواحد السويّح - البـــــــــاب.. شعر

الرّيحُ سيّدةُ العاصفةِ وشعرُها في اتّجاهِ الشّمالِ وعلى اليمينِ بابٌ. أسفل البابِ يدانِ غارقتانِ في بحرٍ من نارٍ يغازلُ دخانُهُ وجهها. إنّي شاهدتهم جميعا يضحكونَ ويرسمونَ الجمرَ على عرائسِ البحرِ الّتي هبّت تبحثُ عن الماءِ. الماءُ حكايتي الّتي زفّوها إلى النّارِ وشعرُ الّتي على يمينِ البابِ يظلُّ منجذباً إلى الشّمالِ وآخرُ حرّيةٍ لأناملي تغيبُ

لماذا فرّقوا بيني وبينها
وقد أشرفتُ يا ويحي عليَّ
وتفاوحتُ مع الهلاك؟
أنا حبيبتي
بسطتُ للطّيرِ جناحيَّ
لنرتحلَ من سجّيلهم
ولأهاجرَ مع الأسماك
الماءُ فيَّ لكنَّ النّارَ فيه يستهويها لحمي. إنّهم يكتفونَ برأسيَ المعلِّمِ ويستبيحون رائحتَه للذّبابِ. البابُ مغلقٌ وحارسُهُ لا غيم ولا عقاب بل من الأمرين يغافلُ الرّيحَ ويلعبُ
خليليَّ ألا احلما بنخيلٍ صامدٍ على خطاها
يتساقطُ ثمارُهُ ليكتمَ صراخاً يتخطّاها
وقدّما لها ريشي
لماذا أحرقوا عُشّي ومأواها
وقد أشرفتُ يا ويحي عليَّ؟
كيف يفهمُ العقابُ أنّها فيَّ
تسيطرُ على عيشي برمّتِهِ؟
يا ويحي وهذا البابُ قدامي
أ أنصرف أم أطرق بابَها؟
اللّعبةُ ديكٌ استبدلوا ريشَهُ بإبرٍ وعوّضوا العينين بمسمارين. إنّي أرى ما لا يُرى في مستنقعِ الرّمادِ ومن السّهلِ أن أرى السّوادَ وأتخيّلَ هلعَ عرائسِ البحرِ. قريبا سأوجّهُ الحلمَ إلى العقابِ سلاحاً فمن يدري لعلّي أكون قد تجاوزتُ البابَ
خليليَّ
ألا ابكيا على الخطى المهاجرةِ تنزفُ على الرّسومِ
ابكيا على ما فرّ من قُبَلِ موعدٍ رسمناهُ
ولم يأتِ/ ولن يأتيَ
أصبحتُ اللّيالي يا خليليَّ ولم تأتِ
وصلّيتُ لها
والرّيحُ بيننا احتضنتُها ولم تأتِ/ ولن تأتيَ
قال الغيمُ إيّاكَ وطرقَ البابِ
يا وحي وهذا اللّيلُ في حجرتِها
كيف أفرُّ إن رآني الحلم فاعترى اضطرابي؟
الكلابُ هاجمتٰ حجرتَها
كيف سأصمدُ أمام هذه الأنيابِ؟
قال الغيمُ لا تدقَّ بابَها
وها أنا برمّتي على أعتابِها
والغيمُ يصرخُ حذارِ أن تدقَّ بابَها
كيف أفسّرُ لكَ يا غيمُ أنّي مدمنٌ على غرامها؟
والغيمُ يصرخُ حذارِ أن تدقَّ بابَها
لكنّني أنهالُ أنهالُ على أعتابِها
وسوف أرضى أن أكون خاتَما لها
بساطَها الّذي تمشي عليهِ
نعلَها الّذي يباركُ خطوَها ويقبّلُ ترابَها
يقول الغيمُ إيّاكَ وطرقَ البابِ
يا ويحي وقد بدّدني العقابُ
ما الّذي سأفعلُ وقد تجاوزتني قدماها
وأبت أن أتحوّلَ ولو إلى بقايا بالياتٍ من ثيابِها؟
  • Like
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى