من جراح المرايا!

لا تسألي الليل عني!
الليل الذي يسهر لأجلك وحده
ويخرج إلى الطرقات في الليل
الليل الذي يتعاطى الخيبات كحزنٍ شخصي
الليل الذي صار يتسكع في الشوارع
كل ليلة،
ويجمع قمامة الذكريات من كل أزقة اللاشيء
الليل الذي عاد هذا المساء إلى البيت وحده أيضا،
وجثم على أنفاس النوافذ ،
الليل الذي يلعق أوراق الحائط
وندوب الجدران،
و يسد شقوق المواويل بالأنين،
الليل الذي ييهر كل ليلة
يخيط جراح المرايا
ويرقع نبوءات الفناجين
الليل الذي
ينفخ غبار المعارك في كتب التاريخ
من على كلمات البطولة الميتة
الليل الذي تعلَّم جيدا،
أن يكون لكِ وحدك،
استنفد كل ما يحلم به؛
وحتى خزانة ملابسك
دخلها من ثقب الذكريات حزنٌ كثير
وجلس فيها القرفصاء،
وترك التنورةَ الزرقاء تحت المراقبة،
كأنَّما يخشى أن تطول قليلا في غيابك؛
فتحجب غرور ساقيك،
أو تقصُّ المسافةَ بين بياض الساقين
وسواد الحظ.
الليل الذي عاد أخيرا إلى البيت،
يوشك أن يغادر إلى حيث الأبد
فتموت الأرض بضربة يأس.
أو يموت الزمان في منفضة السجائر
لا تسألي الليل عني،
الليل الذي يحبك لا ينام !

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى