حسين صالح خلف الله - حبيبتي الفارغة.. شعر

حبيبتي الفارغة
كأي رجل عادي
أسافر لا تحس بي الطرقات
ولا يعيرني الناس انتباها
فما من مودعين
وما من مستقبلين
وما من وجهة محددة
أحمل حقيبتي الفارغة
وأمضي
في المقهى
كانت قارئة الكف بعين واحدة
نصف مطفأة
والذي كفه في كفها
بعينين سليمتين
فكيف يصدقها
ويكذب نفسه
في المقاهي الكبيرة
لا يلتفتون لأمثالي
كنت أصفق للنادل
حين انتزعت كفي
من كفي
قلت
يا امرأة أنا أعرف حظي
هذا الذي تطحنه الرحى قلبي
هذا الشريط الأسود
الذي يلف البراويز لي
قالت
ربما لا تعرف
يا ذا الحقيبة الفارغة
قلت
احمليها عني إن استطعتي
قالت
ثقيلة ذنوبك
قلت
أتراه يغفر لي
قالت
إن شاء غفر
لا أعرف ما الذي أخرجني
من المقهى تلك الساعة
كانت الشوارع أشبه بساحة حرب
والحانات تلقي بالسكارى
وبائعات الهوى كن بكامل عريهن
والملائكة
والشياطين
يهمون بغلق الدفاتر
ويتقاسمون الخلق
وحدي لم أكن على قائمة
أي منهما
قالت الملائكة هذا صاحب الحقيبة الفارغة
وقالت الشياطين هذا رجل الطريق
كنت وحيدا
وكان الله على الرصيف المقابل
يبتسم لي
من هذا الذي يبتسم الله له
فجأة أحاط بي السكارى
وسرقوا حقيبتي
ستون عاما
وأنا أحملها فوق ظهري
الآن أصبح ظهري فارغا
كفؤاد أم موسى
ناديت يا الله
يا الله
قال ماذا تريد
قلت حقيبتي الفارغة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى