احمد جاسم العلي - فرصة العمل الاخيرة

في الفجر خرج عبد الله، شاب في الثلاثين من عمره، من داره في (حي الشهداء) متوجهاً، كما في كل فجر، إلى موقف عمال المسطر في (بغداد الجديدة.) كان الصباح ينبلج و الظلام ينحسر، ولكن الدرب، تتوزعه الحفر ومجاري المياه الآسنة الصغيرة الخارجة من الدور، جعله يمشي بحذر، متلمسا خطواته، إلى الطريق المؤدي للشارع العام. لم يكن قد صحا من سكرة النوم تماما، ولكن كان عليه أن يستيقظ قبل طلوع الشمس. في الأسبوع الماضي حصل، في وقت متأخر من الصباح، على فرصة عمل لثلاثة أيام في دار تقع في احدى مناطق بغداد الآمنة. تنازل عن كونه "خلفه " بناء وذهب مع أحد العمال في سيارة صاحب الدار.
" عمال اثنين ما طلعو ويه ( الخلفه) اليوم. ما اعرف السبب. ركبت سيارتي وجيت بسرعه الى هنا. العمال هنا أفضل من بقية المساطر. شتكول؟ " سأل الرجل، ملتفتا إلى عبد الله الذي يجلس بجانبه.
" صحيح." قال عبد الله.
لم يتضايق من كلام الرجل، ولم يقل له إنه هو نفسه ( خلفه) بناء، تعلم الشغل من والده وخلفه بعد وفاته.
" مسطر بغداد الجديدة قديم." قال العامل الذي يجلس في المقعد الخلفي.
" لا، مسطر (ساحة الطيران.) والدي كان ( خلفه،) يوكف هناك." قال عبد الله بفطنة. كانوا قد وصلوا إلى الدار، ولم يتهيأ له الوقت الكافي للتلميح اكثر. كان أبوه، هو الآخر، يخرج في الفجر، حاملا عدته، ويتوجه إلى ساحة الطيران. نزح من الجنوب مع عائلته قبل حرب إيران وبدأ حياته الجديدة في المدينة يتقلب في عدة أعمال، ثم انتهى به الحال بعد سنوات إلى الوقوف في ساحة الطيران كعامل بناء. ولم يصبح ( خلفه) إلا في وقت متأخر، ولم يعش بعد ذلك إلا قليلا.
خرج إلى الشارع العام وانتظر هناك قدوم سيارة من الحي القريب. كان الصباح قد وضح ولكن الشمس لم تبزغ بعد، وبدأت حركة الحياة تستيقظ في الناس والأشياء. وهو يتذكر الفرصة التي اشتغل فيها كعامل بناء لثلاثة ايام فقط في الأسبوع الماضي، منى النفس في حصوله هذا اليوم على فرصة عمل كاملة كـ (خلفه) يتولى بها بناء دار جديدة او أي بناء آخر يستغرق العمل فيه اسبوعين او ثلاثة اسابيع. ولكنه قبل، ان لم يكن ذلك ممكنا، ان يحصل على فرصة عمل ليومين او ثلاثة. لو أن الأمر يخصه وحده لم يكن ليهتم كثيرا. كان يرجو مخلصا، حين يخرج من البيت فجرا، ان يوفق في الحصول على فرصة عمل ولكن، عندما يرتفع الضحى يبدأ بالتذمر والشكوى، وهذا يعني، قال قريب له يفهم في الدين، انك ضعيف الإيمان. كان يريد أن يكون قوي الإيمان حقا، ولكنه لم يجد فيما جرى ويجري حوله من احداث وحوادث منذ سقوط بغداد قبل اكثر من سنتين ما يشجع ويدفع الى ان يكون قوي الايمان.
ركب السيارة ودفع الأجرة، ولم يلبث حتى أسند رأسه إلى نافذة السيارة واغمض عينيه. حاول أن ينام قليلا، ولكنه كان يغفو للحظات ثم يستيقظ فجأة عندما تتوقف السيارة ويصعد راكب جديد. كان يهز رأسه، مرة بعد مرة، وهو مغمض العينين، وكأنه يزيح ذكريات من ماضيه ما أن تشخص أمامه، ذكرى أخيه الذي استشهد في السنة الثانية للحرب مع إيران، ذكرى أخيه المتوسط الذي فقد في الحرب قبل أن تمضي على زواجه سنة ولم يعرف عنه شيء حتى الآن، ذكرى الأب الذي سقط على ظهره من سطح دار كان يعمل على بنائها وإصابته بشلل انتهى بموته، وذكريات حياته العسكرية منذ حرب الكويت وحتى احتلال بغداد في نيسان 2003 عندما ركض في الفجر مع الجنود والضباط الآخرين، شاعرا بالحرج والخجل وكأنه يركض عاريا، امام القوات الامريكية وهي تتقدم نحو بغداد، تقصف بالدبابات كل شيء امامها. كانت مشاهد حياته اليومية الآن هي التي تشغله في الليل والنهار، أمه العجوز، أخته التي تعاني من اكتئاب وشعور بالوحدة منذ أن فقدت أخويها في الحرب، أخوه الصغير الذي يريد له أن لا يحرم من المدرسة كما حرم هو منها، عودته الى البيت، خائبا في اكثر الاوقات، مظاهر الفقر في بيتهم، وقوفه يوميا في المسطر وتوزعه بين انتظاره، راجيا، لفرصة عمل وتفكيره، خائفا، ان تأتي سيارة مفخخة وتنفجر امام موقف المسطر او قريبا منه كما بدأ يحدث في انحاء مختلفة من بغداد هذه الايام. ويحدث، حين يخلو إلى نفسه، أن تختلط ذكريات الماضي مع مشاهد الحاضر القاسية وتنتصب فجأة أمام عينيه بلا ترتيب زمني ولا رابط معقول. ولكن، كانت ذكريات ماضيه التي تتوارد على عقله في الليل والنهار تضعف شيئا فشيئا امام مشاهد الحاضر التي تتراكم يوما بعد يوم لتكون في الليل، مصدر الهم الجديد الذي يلازمه والارق الذي بدأ يعاني منه.
بدا المسطر أمام مصرف الرافدين مزدحما قبل ان ترتفع الشمس في السماء. نزل وانضم إلى جماعة يعرفهم. وقف العمال على الرصيف على شكل جماعات صغيرة وأمامهم أدوات عملهم، يتحادثون وعيونهم تراقب الشارع، فأذا ما قدمت سيارة ووقفت عند الرصيف يندفع القريبون ويتراكض البعيدون اليها ويتزاحم الجميع حولها ويتدافعون للاقتراب من الرجل الذي ينزل من السيارة أو يبقى داخلها، ثم ينتهي كل شيء عندما يفلح عدد منهم في الاتفاق مع الرجل، وينسحب الآخرون في انتظار فرصة ثانية. كان، هو الآخر، يتزاحم ويتدافع، ولكن، احيانا، ينتابه شعورغامض بالخطر ويخاف، بالتالي، من المضي للامام فيقف حيث يصل ويترك الآخرين يتجاوزونه. وبدأت الشمس ترتفع في السماء وبدأ اليأس يتسرب الى داخله..
++++++++++

.. مرة، حصل على مبلغ من المال بطريقة لم يزل غير مرتاح منها، تدبر به لايام عيشتهم، هو واهله. في ذلك اليوم غادر المسطر قبل الظهر بقليل بعد ان يأس من الحصول على فرصة عمل وضايقته الشمس بحرارتها المرتفعة. نزل من السيارة وعبر الشارع. كانت المسافة طويلة من الشارع العام إلى داره والطريق النازل مبلط بشكل مرتجل. وفي الصيف، كما في الشتاء، يصعب المشي ذهابا إلى الشارع العام ورجوعا منه. ولم يكن الحال أفضل عندما جاءوا الى هنا قبل سنوات واستأجروا هذه الدار المبنية ارتجالا. ومر في طريقه بالمدرسة المتوسطة التي كان يدرس فيها قبل أن يضطر لتركها ويذهب إلى الحرب هو الآخر. وانحدر في الطريق. كان متعبا، وخطر له، للحظة، أنه لن يستطيع تكملة الطريق والوصول إلى داره دون أن يسقط من الإعياء والحر. وقبل أن يصل إلى الدار شاهد في مدخل أحد الفروع كلباً غير عادي يتجول هنا وهناك باحثاً عن شيء يأكله. دهش واستغرب لوجود كلب مثل هذا في منطقة سكنية كالتي يعيش والتي لا يرى فيها إلا كلاباً عادية سائبة لا تلفت النظر لميزة فيها. كان كلباً متوسط الحجم يغطي جسمه فرو من الشعر الرصاصي الكثيف والجميل وقد ظلل العينين وأخفى الفم وغطى الأذنين فلا يرى الناظر إليه ألا بوزه الأسود بمنخريه حين يرفع رأسه عن الأرض. وتذكر لحظتها كلباً مثل هذا وجده داخل بيت في الكويت، هرب أهله قبل أن يداهمه مع جنود آخرين. يومها أراد أحد الجنود أخذه مع الأشياء التي أخذها من البيت، غير أن عبد الله منعه. هذا حيوان صغير ماذا ينفعك وأنت تحمل كل هذه الأشياء الثمينة ؟ وخطرت له فكرة، تلبث قليلا قبل يتحرك عليها. تلفت حوله فلم ير أحداً في الشارع الفرعي فوضع كيسه وفيه عدة الشغل قرب جدار أحد الدور وراح يتربص للكلب الصغير الجميل. اقترب منه في المرة الأولى فهرب بخفة واقترب منه بحذر مرة ثانية فهرب مرة أخرى وتوقف بعيداً عنه، ملتفتاً إليه ونابحاً بوجهه. وتقدم منه في المرة الثالثة بتصميم وعصبية وحاول أن يحصره في مكان ضيق بين برميل زبالة وسيارة عتيقة ونجح. نظر إليه الكلب ونبح في وجهه ولكن ليس كنباح الكلاب الشرسة. وتقدم منه وأمسكه خائفاً وحذراً بعض الشيء. ثم حمله بين ذراعيه وقد استسلم له وأسرع إلى حيث وضع الكيس وفيه عدة الشغل، أخذها ومشى إلى الدار. طرق الباب وفتحت له أخته. بوغتت من مشهد الكلب الصغير يحمله أخوها.
" هذا منين لك؟ " سألت.
" لكيته بالدرب، " أجاب وهو يبحث بعينيه في أنحاء البيت. " هذا كلب أجنبي." وربط الكلب بحبل تحت درج سطح البيت.
بعد الغداء تمدد، منسرحا. ورأى بخياله أن هذا الكلب ربما وضع بطريقه عمدا من اجل أن يعثر عليه ويلتقطه ومن ثم يبيعه ويحصل به على مبلغ من المال. وانتهى، قبل أن يغفو، إلى أن الأمر مجرد فكرة خطرت له. وعندما استيقظ وجد أخته قد أطعمت الكلب الصغير الجميل وسقته، مستأنسة به.
" شكد حلو،" قالت. " أمي ما رضت عليه، تكول هذا نجس." اضافت دون ان ترفع رأسها عن الكلب المستسلم لها.
" شراح اسوي بي، تعوفه بالبيت؟" سأل الأخ الصغير.
" لا. راح آخذه لسوك الغزل باجر وأبيعه." قال الاخ الكبير.
" لا. " قالت الأخت متأسفة.
" أختي، هذا الكلب غالي، مو كلب عادي، أجنبي." قال.
وأرق في الليل. لم ينم قبل أن يتقلب كثيرا في فراشه. قالت له أمه، وهم يتعشون، إن هذا الكلب نجس وقد حمله إلى البيت، فهل سبح وتطهر قبل أن يجلس معهم على العشاء ؟ قال لها، أن هذا كلب زينة، وكلاب الزينة ليست نجسة. وقال في سره : الحمد لله انك لا تفهمين في الدين كثيرا، ولا أنا. ولكنه لم يفهم، أيضا، لماذا لم يكن مرتاحا لتنفيذه فكرة الاستحواذ على الكلب من الدرب، ولا لنيته في بيعه غدا في سوق الغزل.
في الصباح تهيأ لأخذ الكلب إلى سوق الغزل. قالت أخته وهي تمرر يدها بلطف على شعر الكلب الصغير الجميل.
" لا تبيعه، الله يخليك. أريده."
" أختي، هذا كلب يريد عناية ونظافة وأكل خاص. أجنبي."
" أنا اعتني به و أنظفه و ... "
" عملت لي فطور؟ " قاطعها متضايقاً.
" خبز وشاي. " قالت باستكانة، ولكنها عادت وتوسلت مرة أخرى. " ها، شكلت؟ لا تبيعه."
رق لتوسلها وفكر أن يترك لها الكلب تتسلى به في البيت الذي تسكنه الوحشة. ولكنه حمل الحيوان وخرج من البيت صامتا. في الطريق كان الكلب الصغير يستكين على ذراعه غير مبال بنظرات الناس المارة الذين كانوا يترددون بنظراتهم بين الكلب وحامله. ومع شعوره بالضيق والحرج وارتفاع حرارة الجو في صيف تموز حث الخطى، محاذرا ان يفلت الكلب منه.
دخل سوق الغزل، حيث الناس والحيوانات والأشياء ومساومات البيع والشراء الضاجة، واقترب من الفسحة التي تباع فيها الكلاب وتشترى. كان يعرف سوق الغزل ولكنه لم يكن يتردد كثيرا على مكانه. وكانت عنده فكرة غامضة عن أسعار الكلاب الأجنبية. ولهذا راقب لفترة من الوقت باعة الكلاب واستمع لمساوماتهم قبل أن يعرض الكلب للبيع. كان في الأمس قد نظف الكلب ومسح فرو شعره الكثيف المجعد تعاونه أخته التي فرحت به. واستبدل الحبل بسلسلة حديدية اشتراها عند مدخل السوق من بائع سلاسل جوال، ربطه بها ومشى به بين الناس وقد استأخذ الكلب الصغير. كانت الفسحة مزدحمة بالكلاب وأصحابها والمترددين عليها، أشكال وأنواع مختلفة من الكلاب وباعة صغار وكبار، وقف بينهم وعرض الكلب للبيع. مر به بعضهم، منهم من ساوم ومنهم من تفرج قبل ان يقترب منه اثنان. توقفا وقال أحدهما :
" بكم هذا الكلب؟ "
" 20 ألف دينار. "
" عندك شهادة صحية له ؟ " سأله.
" لا، ما بي أي مرض، تربية بيت."
" هذا ( شيب دوك ) كلب الغنم أو كلب الراعي، إنكليزي." قال الرجل لصاحبه.
" كم عمره ؟ " سأل صاحبه .
هز الرجل يده. " حوالي ست سنوات." وجلس القرفصاء وأخذ يفحص الكلب الذي أقعى هادئاً. رفع الشعر الكثيف عن أذنيه وفمه وعينيه، ثم نهض ممعناً النظر فيه وقال بعد صمت قصير، " هذا مريض."
" شنو ؟ " جفل عبد الله.
" مريض، عليك ان تأخذه إلى طبيب بيطري، هناك داخل السوق." ومشى مع صاحبه مبتعداً دون أن يطيل الكلام.
نظر ممتعضاً في ظهر الرجل، إلا أنه لم ينتظر طويلاً في مكانه. تحرك بالكلب في الزحام بين الناس وضجيجهم والكلاب ونباحها يلفت النظر إليه ويظهر مزاياه وصفاته لكل من يسأل مجرد سؤال عنه. كان الوقت يمر وحرارة الجو ترتفع أكثر فاكثر، وكان الجوع والعطش يلحان عليه. وندم، في لحظة، لأنه لم يفطر في البيت بالخبز والشاي على أمل أن يفطر فطورا دسما بعد أن يبيع الكلب.
" هذا، هذا بابا." هز ولد في السادسة يد أبيه الممسكة بيده الصغيرة وسط الزحام .
" بيش هذا الجلب ؟ " سأل الرجل.
" 15 ألف دينار، كلب يفتهم كل شيء." قال عبد الله.
اكتفى الرجل بالنظر إلى الكلب." راح أدفع لك 10 آلاف."
" لا، هذا جلب مدرب على كل شي."
انحنى الرجل وفحص الكلب بطريقة من ليست له دراية بالكلاب. أفلت الكلب منه وابتعد بحدود ما تسمح به السلسلة المربوط بها وأقعى هادئاً مرة ثانية.
" اتساهل، آني مو من هواة الجلاب. اريده لهذا الطفل."
" طيب لخاطر هذا الطفل اخذه ب 14 ألف."
" لا، لا، 10 آلاف سعر زين،" قال.
" اخذه." قال عبد الله وهو يظهر عدم رضاه.
" مو مريض؟ " سأل الرجل.
" مريض؟!" قال مستنكرا. " هذا تربية بيت، أكله خاص، مكان نومه خاص، ما يعمل حاجته إلا في مكان خاص، أليف وفي، ما ينام بالليل وإذا سمع اقل حركه يبدي ينبح، أكله بسكت مع الحليب بس."
كان يتدفق بالكلام وعينه على الرجل يخرج من جيب دشداشته الرصاصية حزمة من الأوراق النقديه ويبدأ بعد المبلغ قبل أن يسلمه إليه. توقف عن الكلام وأخذ يعد النقود بسرعة ثم سلم الرجل السلسلة. حمل الرجل الكلب بين ذراعه رغم مقاومته وأمسك بيد ولده الصغير ومشى باتجاه سيارته الحديثة التي كانت تقف بجانب الرصيف. وللحظة داهم عبد الله وهو يدس المبلغ في جيبه شعور غامض بعدم الارتياح من كل ما جرى لم يجد معه الا ان يمشي مسرعا، مختفيا في الزحام...

... دفعه خوفه من ان يلجأ الى طريقة اخرى لا يرتاح لها للحصول على مبلغ من المال الى ان يندفع ويتدافع، بلا خوف ولا شعور بالخطر، مع العمال الذين اندفعوا وتدافعوا للوصول الى سيارة (كيا) توقفت بجانب الرصيـف. وبعد جهد استطاع ان يرى عبر اكتاف العمال امامه سائق الـ كيا وهو يؤشر للعمال بأن يتقدموا اليه. وتحرك الى الامام بصعوبة ولكن بعزم شديد حتى وصل الى باب السيارة ووقف في مقدمة العمال. نظر الى وجه السائق. رأى فيه وجها غريبا بتقاطيع لم يألفها من قبل، وجها جامدا خُيل له للحظة انه يرى فيه الموت وقد شخص امامه لاول مرة في حياته. فغر فاه وسرت في جسمه حرارة شديدة. ارتد الى الخلف مرعوبا وصاح بالعمال وهو يحاول ان يدفعهم ويندفع معهم الى الخلف فلا يستطيع. كان ضغط العمال عليه من خلف للوصول الى باب السيارة شديدا. نظر سائق الـ كيا الى عبد الله وهو يندفع الى الخلف ويصيح بالعمال. وفي اللحظة ذاتها هتف السائق ذو الوجه الغريب ثم انفجر الجحيم...

حل المغرب وحل المساء وحل الليل ولم يعد عبد الله الى بيته. وعلم الجيران بالامر فجاء في اول الليل من يخبر اهله بما حدث في مسطر بغداد الجديدة وسألوهم ان كان قد ذهب الى المكان في الفجر....

خاتمة.
.... يبقى علينا، كما يُفترض، ان نعرف مصير عائلة عبد الله من بعده. لا اريد ان اكون قاصا يزعم معرفة كل شيء ويفرض مصيرا محددا لهذه العائلة. ولهذا، وددت ان يشترك القراء في القص ويرى، كل واحد منهم، حسب وجهة نظره، ما سينتهي اليه مصيرها في المستقبل، ثم يكتب مايراه ويجعله خاتمة للقصة التي قرأها الآن.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى