أ. د. محمد حسن عبدالله - لؤلؤ منثور: أفلاطون ونظام الرق.. كما يراه الفيلسوف فؤاد زكريا .

- لؤلؤ منثور
1- اللؤلؤة : أفلاطون ونظام الرق .. كما يراه الفيلسوف فؤاد زكريا .
" إن إصرار أفلاطون على فكرة التزام كل فرد للعمل الذي تؤهله له طبيعته، وربطه بين العدالة وبين التميز الطبقي، وتمسكه بعدم تداخل الطبقات- كل هذه أفكار تنم على عقلية متأهبة لقبول نظام الرق على أنه ظاهرة طبيعية لابد منها (وليس مجرد نظام اجتماعي قائم بالفعل) فالمقدمات الفلسفية النظرية تؤدي إلى نتيجة ضرورية هي أن هناك أناساً ولدوا ليكونوا أرقاء، وأن الرقيق يستحق مصيره لأنه لا يصلح إلا له " .

2- المحــارة :
يضيف فؤاد زكريا: "ولكي تكون معالجتنا لآراء أفلاطون في الرق مبنية على أساس سليم ، فقد يكون من المفيد أن نقدم إلى القارئ فكرة عامة عن حالة الرق في أثينا في العصر الذي عاش فيه أفلاطون . فالتقدير المتوسط لعدد الأرقاء في أثينا عند نهاية القرن الرابع ق.م. هو حوالي أربعمائة ألف رقيق ، مقابل حوالي مائة ألف مواطن حر . أي أن كل مواطن حر كان يستمتع بعمل أربعة أرقاء في المتوسط . ولم يكن هؤلاء الأرقاء يستخدمون في الخدمة المنزلية وحدها، بل كان منهم الزراع ، والرعاة ، ولكن استخدامهم الأكثر شيوعاً كان في مجال الحرف والصناعات اليدوية ، واستخراج المعادن. وكان الصناع المهرة، إذا تيسرت أحوالهم ، يشترون العبيد ، ويدربونهم على أداء أعمالهم ، آملين أن يجيء اليوم الذي يتسنى لهم فيه أن يتقاعدوا ويعيشوا على عمل هؤلاء الأرقاء" .
- تكشف الفقرة السابقة عن منهج فؤاد زكريا – رحمه الله وأثابه بإحسانه- في تحليل (حقائق) خافية في قراءة "جمهورية أفلاطون" التي اعترفت بالرق نظاماً اجتماعياً مستقراً !!
- وقد يحرك فينا هذا النهج ما قصرنا في الوعي به من ظروف نظام الرق في الجزيرة العربية ، وكيف تصدى له التشريع الإسلامي (القرآني) وكيف أهمله أو تغافل عنه جمهور المسلمين ، حتى اضطر العبيد إلى الثورة ،وهي ما عرفت تاريخيا بـ(ثورة الزنج) – في العصر العباسي (255 – 270هـ) فاستمرت خمسة عشر عاماً في منطقة البصرة ، وتحايل أصحاب النفوذ في دولة الخلافة (الأتراك) في مخادعتهم ، وتسميمهم واعتقالهم حتى قضي على حركتهم ، دون أن تتحسن أحوالهم بأية درجة .
- في تصوري أن نظام الجواري (الأرقاء من النساء) والعبيد في ظل العصور الإسلامية لا يزال يحتاج إلى دراسات متعددة من زوايا السياسة، والمجتمع والأخلاق ، والاقتصاد.. إلخ ، وأن مثل هذه الدراسات ستكون مفيدة – ليس في تصحيح التصور لماضينا العربي/الإسلامي وحسب ، بل ستكون الفائدة نافعة ومطلوبة لتصور الواقع الراهن في علاقاته وأخلاقياته ، والمستقبل أيضا.

3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب : "جمهورية أفلاطون" – ترجمة ودراسة : الدكتور فؤاد زكريا – الهيئة المصرية العامة للكتاب – 1974 – ص88 ، 89 .




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى