أمل الكردفاني- نهر وطمي

نهر وطمي- أمل الكردفاني

_____ه_________~~~

ماء النهر بُني
يهرب من طميه إلى الأمام..
يتجرَّح بذؤابات الأعشاب النهرية
ومع ذلك يجري إلى الأمام..
يقول حكيم:
إن النهر يجري إلى الخلف...
فهو يهرب ولا يُهاجم..
يفر من عبودية حدود المنبع الضيقة..
ويفر معه التراب...
ينجرفان سوياً إلى الخلف...
لكنهما في النهاية يخضعان لعبودية المحيطات..
أو الأراضي الجافة الجدباء..
حيث الحيرة المطلقة...
....

وديدان النهر...
تتلوى زاحفة في الطين البارد..
تعرف رائحة يد الصيادين الخشنة..
تتألم حين يشق شص الصنارة أنفها..
وتغوص بالمثقال إلى أعماق النهر البُني..
فيغمرها الضباب الشائب
تنتظر نهاية الألم.بفم سمكة توقفت ساعة عمرها..
......
النهر كعاهرة..
يقول: لست مجانياً...
عليكم ان تدفعوا الثمن...
ينسرب مخلفا وراءه شمساً خربة..
وسحابات تكبت بكاءها..
وأرضا بوراً تُحزن السماء بجدبها لكي تبكي..
.....
لا شيء يغمر ظلمتنا في الليل..
والنهر يتجهم بالحزن..
يمضي منكسرَ القلب..
من عبودية الإنوجاد
إلى عبودية المسارات الأخدودية..
إلى عبودية الفناء...
بلا أمل...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى