محمد فريد أبو سعدة - هواجس طائر الكحول.. شعرo المدى قبضتان

والحائطُ ملحٌ يتجشَّأ
o من الذي كوَّمَ هذه الأشجارَ بقلبي
إنه يختنقُ بالعرقِ الحامضِ
وينطُّ عاليًا
ليلحَسَ الفضاء.
o في آخرِ الجسدْ
(في النقطةِ التي يتحوّلُ بعدها
إلى غازٍ مضيءْ)
راحَ يبتكرُ كائنًا
لم يكنْ ذكورةً
ولم يكنْ أنوثةً
كنتُ أراقبُ من فوقِ كتفِهِ
كيف يتذكَّرُ
ألوهتَهُ؟

-7-
عندما تسكنُ الرِّجْلُ
ويتهيَّأُ الأسفلتُ للنومِ
تبدأ النوافذُ المضاءةُ
في الحوارْ
لا يلحظُ ذلكَ
سوى الأشجارِ المرهقةِ
وهي تتعثَّرُ في العتمةِ
بَرَجُلٍ
من بقايا
النهارْ.
-8-
العالمُ استعارةٌ
بمساحةِ الجلدِ البشريّْ
لكنني
أريدُ اثنين في قميصٍ
لا واحدًا
يتقمَّصُ الآخرَ
سأنزلقُ على سطحِ العالمِ
لن أدخلَ فيهِ
يكفي أن أُراقِبَهُ
كما يفعلُ
اللهْ !
-9-
في الكحول
تتماوجُ الوجوهُ
مثل عملاتٍ قديمةٍ في القاع.
كان مخمورًا تمامًا
تسلَّقَ الطاولَةَ في قفزةٍ واحدةٍ
وراحَ يَسبُّ الجميعَ.
في قدمهِ اليسرى
قريبًا من الرمادِ المعجونِ بالكحول.
وفوقَ المفرشِ المجعَّدِ مثل جبهةٍ
كنتُ أرى فجواتِ أصابعٍ ناقصةٍ
وحشائشَ ما!!
-10-
أشجارٌ تخرجُ من بقعِ الحبرِ
وتركضُ فوق سريري
رجلٌ يتدلّى من سقفِ الغرفةِ
تتعلَّق في قدميهِ الفئرانُ
سماءٌ من قصديرٍ
تلهثُ خلفَ النافذةِ
وحيطانٌ
تحتكُّ بأعضائي
لا شيءَ وراءَ النافذةِ سوى أحذيةٍ
تتقاطعُ وهي
تُهَمْ..
..هِم
-11-
كان ودودًا جدًا
مع الهواء
عَدَلَتْ سيّدةٌ مرآةَ السيارةِ
وابتسمتْ
كان يُهرِولُ بمنشَّهٍ خلفَ الذباب.
توقّفَ الكلامُ بين عاشقين
عندما أخذَ يقشطُ الفراغَ
ويخطُّ شيئًا ما
ثم يهرولُ
ويقفزُ
فجأةْ !




L’image contient peut-être : 1 personne, assis
أعلى