إبراهيم بجلاتي - في تلك الساعة من ساعات الليل

في تلك الساعة من ساعات الليل
أصحو مغلوبا
بالناموس
وأمشي
في الظلمة
اعرف موضع خطواتي
في الظلمة
اسمع نهنهة
وأفكر في طفل في العاشرة
لا يخفي الحور النسبي الفزع الكامن
في بؤبؤ عينيه
تقول القبطية في خجل:
لا يتحكم في الغائط
في التاسعة
اغتصبوه
أولاد القحبة في الشارع
ينهار الولد
يبول على حاله
في وسط الغرفة
والوجه كظيم
كظيم وخائف
في الظلمة أعرف كيف سأجلس:
المرفق فوق الركبة
ورأسي بين الكفين
اثقل من قربان
وأخف من البلطة
في قبضة
عملاق
اتصبب عرقا
كأنني كنت أجري
في آخر الحلم
وحدي
نقطة
نقطة
دفقة
يميل لها رأسي
اعتدل
كأنني في البيت وحدي
في تلك الساعة من شهوات الليل
يقول "مظفر النواب" بصوت مجروح من أثر الخمر:
وشجيرات البر تفوح بدفء مراهقة بدوية،
يكتظ حليب اللوز ، ويقطر من نهديها في الليل..
وأنا تحت النهدين إناء.
كأنني في حجرة قلبي
خضراء
قبل خمسة وثلاثين عاما
وجهاز التسجيل
يدور
ولَم اكن وحدي
الشباك مفتوح
والصفصافة
تحركها الريح
يدخل فرعها علينا
يلقي تحية المساء
ويخرج
ثم يدخل
وصاحبي في الليل يرقص
يدور على نفسه
كعقرب الدقائق
في تلك الساعة من شهوات الليل
يقول "النواب"
وأنا أبكي.
خيط أصفر
يتسرب
من بين الفخذين
رفيعا
وبطيئا
أغفو
والسهروردي المقتول
يقول: لا تسقني وحدي
في الظلمة
اعرف الطريق إلى السرير
وجهاز التسجيل يدور
في تلك الساعة من شهوات الليل
يقول النواب؛
يا طير البرق تأخرتَ�فأنا أوشك أن أغلق باب العمر ورائي�أوشكُ أن أخلع من وسخ الأيام حذائي�يا للوحشة... اسمع!
اسقط في النوم
كمن يسقط في جب
فيه امرأتان وطفل في العاشرة من العمر
واحدة يثقلها اللحم
ويتدلى
ذهب العالم
من أذنيها
وواحدة كأنها هيكل عظمي
يضيء قلبها في الجب
والطفل يكتب
كل شيء
بالدموع
وجهاز التسجيل
يدور
بلا صوت
حفيف صفصافة
ثم صمت
حفيف
وصمت
في تلك الساعة
من ساعات الليل
ينام الألم على جنبه
ويسهر الخوف
في الشارع
29 اكتوبر 2019

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى