مصطفى الشليح - قمرٌ ثلجيٌّ.. للصَّدى

هوَ القمرُ الثلجيُّ في عتمةِ الصدى
حديثٌ يبثُّ الذاتَ ما أرسلَ النـدى
هو النورسُ الرائي إذا موجة غفـتْ
وما نهنهتْ، عند المعاقـدِ، مرْصـدا
يعبُّ الفضاءَ الجهـمَ يكتـبُ غيمـةً
يخيط المدى بيـنَ الجناحيْـن فرقـدا
*
*
عناقيدُ.. تلكَ الآتياتُ مـن الـرؤى
ترَوّي المدى. تعْرى وتسألُ موعدا
وتنتهبُ الكرْمَ الذي ضـاءَ موْهِنـا
وضاعَ، هنا، والأمسيـاتُ لـه ردا
عَراءُ المعاني مـنْ سـرابِ التِماعـةٍ
تلوِّحُ بالكأس .. الرُّواءُ، إذا بَـدا..
أساريرُ. ما للسِّرِّ مـن ظمـإ شـدا
أيشدو البهاءُ الحُرُّ أمْ يشربُ الصَّدى
أم السلسلُ السَّاري ولا سامرٌ يـرى
إلى موقدِ المعنى .. ولا شاعـرٌ شـدا
أم الفدفدُ الغافي على بارق الغضـى
يُداري جراحَ الشمْس ما ضمَّ فدفدا ؟
*
*
لصَحـو الليالـي الآسيـات تجـرُّدًا
إذا الغامِضُ الفِضيُّ، بالمحـو، أنجَـدا
وإما الصُّويْراتُ استرابتْ منَ الكرى
ولا وسنٌ إلا الذي انسابَ مشهـدا
ولا مشهـدٌ، والمـاءُ يرْتـقُ حُزنَـه
سوى نأمةٍ تسلو الذي كان أو غـدا
ولا موعـدٌ يأتـي بـوارفِ مُزنِـه
لتأتي الصُّويراتُ انتباها إذا ارتدى ..
مُطوقـةَ الرُّؤيـا هديـلا كأنـه ..
ارتدى قمرًا للذاتِ يقتحمُ الصَّدى ..
كلامًا، ويعْرى .. ثمَّ ينشذرُ الـرَّدى
كلامًا إذا قلنا .. فهلْ كانَ أرمَـدا ..
مَدى النورس الرَّائي ؟ وهلْ كنتَه إذنْ
بنُزهةِ مُشتـاق لتختـرقَ الـرَّدى ؟
وهل كنتُ للدّرج المُسافر صاعـدًا
أم المُرتقى لـنْ أرْتديـه لأصعـدَا ؟
ويا بابَـه أيسَـرْتُ عنـدَ وفـادةٍ
وكنتُ رأيتُ البحرَ غيمًا وفدفـدا ..
*
*
أنا فارتفِـقْ مـنْ أيمـا جهـةٍ بـدا
ورودًا .. ألا كنْ موجَه الناسجَ المَدى
*
*
وكنْ أنتَ ..والتاريخ يلهـثُ جلـة ً
شريفا مُنيفـا للتواريـخ سيِّـدا ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى