حسام الدين مسعد - خصوصية الشارع في إطار ضبط المصطلح مسرح في الشارع ام مسرح شارع

في الآونة الاخيره ظهرت بعض الآراء النقديه التي لا تعترف بمسمي «مسرح الشارع» مستندة إلي ان اي عرض مسرحي يمكن أن يقدم في الشارع ويحدث التفاعل مع المتلقي حتي ولو لم يكن هذا التفاعل جسديا بجعل المتلقي مشارك مع صناع العرض .بل ان الخلط بين المسرح الإرتجالي (امبرو) وألعابه الارتجاليه وما يقدمه صناع مسرح الشارع من عروض كان له أثره البالغ في هذا الخلط الذي يعصف بفن له جذوره التاريخيه ونسعي جميعنا للتأسيس له كشكل مسرحي يحمل هوية عربيه خالصه لاسيما ان الحكواتي و الحلقه والمحبظاتيه هي اشكال مسرحيه قدمت في الشارع والأماكن المفتوحه اي خارج العمارة المسرحيه وتتفق وتعريف مسرح الشارع حسب القاموس المسرحي
إلا أن الشارع الذي نستهدفه في عروضنا له خصوصية تتمثل في:-
(أ)- طرح القضايا اليوميه لسكانه ومتلقييه ومن خلال قالب مسرحي فني يتميز بالحوار الديالكتيكي الذي يصل من خلاله هذا المتلقي الي غايات دلاليه من العرض
وإن مسرح الشارع يشتغل علي الإرتجال فليس الإرتجال العشوائي فإن الفكرة في مسرح الشارع تبني علي دراسة ديموجرافيه وسيسيولوجيه لقضايا وهموم المتلقي كي تصبح المدخل الأول لتكوين العلاقة الثنائيه بين المتلقي وممثل مسرح الشارع ذلك الأخير الذي يعد بمثابة النواة للحوار الديالكتيكي بينه وبين المتلقي ويستطع المتلقي من خلاله بلوغ الغايات الدلالية للعرض .
إن التفاعل المقصود في مسرح الشارع هو تفاعل إجتماعي تم دراسته من خلال فن و مهارات التواصل و التفاعل الايجابي و التي تجعل من صناع العرض اشخاص مقبولين ً للآخرين و عناصر ايجابيه في المجتمع الذي تنتمي إليه.
وينبغي علي ممثل مسرح الشارع ان يتقن سبع مهارات أساسية ضرورية في فن التواصل و التفاعل الإيجابي و هي :

1) مهارة الإصغاء الفعّال

2) مهارة التعاطف و التفهم

3) مهارة تأكيد الذات

4) مهارة الحوار مع الآخرين

5) مهارة جذب الآخرين و كسب محبتهم

6) مهارة مساعدة الآخرين

7) مهارة إدارة الغضب

جميع هذه المهارات، هي مهارات أساسية لإتقان التفاعل الأجتماعي بشكل إيجابي و بنّاء.
إن إتقان هذه المهارات فضلا عن الدراستين الديموجرافيه والسيسيولوجيه لمتلقي مسرح الشارع هي المكون والباحث الهام لمعرفة سيكولوجية متلقي الشارع هذا الأخير الذي يستهدفه مسرح الشارع من أجل توعيته وتثقيفه ومد يد العون له .
ولذا فإن عروض مسرح الشارع تختلف عن اي عرض مسرحي يقدم في الشارع في كونها عروض وجهت لمتلقي الشارع ليس هدفها الأمتاع فقط بل هدفها فلسفي وتوعوي وتحمل من الجمال والخير ما يعلي من قيمتها .
(ب)-أن عروض مسرح الشارع تكون مصادفة مع متلقي الشارع اي ان المتلقي تصادف وجوده وقت العرض ولم يكن يعلم بموعده مسبقا .
ولذا فأنا أري أن المهرجانات المسرحيه التي تصنف علي كونها مهرجانات مسرح شارع هي تفتقد لأهم عنصر من عناصر مسرح الشارع وهي مصادفة الجمهور المتلقي في الشارع لكون هذا الأخير يعلم مسبقا بموعد العرض وبالتالي يفتقد العرض لجذب الجمهور المتواجد عشوائيا .كما يفتقد للدهشة التي تحدثها مفاجاءته عند مباغتة صناع العرض له
(ج)-الحوار الديالكتيكي الديالكتيك ) او الجدل الحواري الذي يجمع بين طرفين ليقدم كل طرف الحجج والبراهين في مناقشة القضيه المطروحه من أجل بلوغ المتلقي غايات دلاليه للعرض.
إن لهذا الحوار ما يؤكد علي العلاقة الخاصه بين المتلقي وممثل مسرح الشارع من جانب وبين القضيه التي يطرحها العرض من جانب آخر
فالعلاقة الثنائيه بين الممثل و المتلقي في مسرح الشارع تختلف كلية عن العلاقة بين المؤدي والمتلقي في أية اشكال مسرحيه لكون عرض مسرح الشارع جاء ليحاور المتلقي ويبصره ويمد له يد العون من خلال قالب فني درامي وحواري اساسه القيم الإنسانيه
وهذه العلاقة الثنائيه بنيت علي دراسات علميه لقضايا هذا المتلقي واعتمدت علي التحليل السيكولوجي للمتلقي المستهدف وتكونت هادفة الخير فلاسبيل لها إلا ان تحصد ثمرة التفاعل الإجتماعي الإيجابي
(د)كسر عوائق اللغة واللهجات
من أهم سمات مسرح الشارع هي كسر عوائق اللغه واللهجات والتي تبرهن علي خصوصية عرض مسرح الشارع انه جاء لفضاء المتلقي يخاطبه بلغته او بالدلالة التي يصل من خلالها إلي غايات دلاليه في العرض وهذا ما يؤكد علي الخصوصيه التي تتميز بها عروض مسرح الشارع وتختلف عن أية عروض تقدم في الشارع
ولذا فإن توافرت نقاط الخصوصيه تلك والتي هي اركان عروض مسرح الشارع فإن العرض يتصف بكونه مسرح شارع أما إذا افتقد العرض لأي ركن اصبح عرض مسرحي يقدم في الشارع يحدث المتعه ولكنه لا يحدث تفاعل إجتماعي إيجابي

بقلم /حسام الدين مسعد-مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى