أمل عايد البابلي - حزيران آخر.. نداء الأشجار

١-
كل هؤلاء الذين يريدون أن يناموا
كانوا لا يعرفون التعب مثلي
فشوقهم للنوم كأستحمام قلبٍ في كأس خمرٍ ...
كل هؤلاء زوابع نار توقظ السكون في لحمي
فيطل الصمت من كوّة الفراغ
أيها القلب المخمور به
أي جحيم أنبت السنين فيه
وأنا أطحن الليل في مقلتيّ
وأحوك الشهيق طريقا لرؤياك
وأنت بعيد تطارد النجوم .
٢-
ها هو الليل يزورنا مجدداً
نشبك أصابعنا ونطقطق الأيام
نكسر خبزاً وشجوناً
ونعبر حقول القمح الممتدة بين راحتيك
ويدنو الصباح كحطابٍ يشعل أغصاننا فنحترق بالشوق قبل رفرفة أجنحة الفراشات والوانها
وعناقي للسنابل .
٣ -
شاحبةٌ عيناي من دونك
كأمٍ تعدّ السويعات ولا تعلم أنها لن ترى وليدها مرة أخرى
وجهي كأنه ضباب أصفر تهاوى على جلدي
والنسوة يُعدِّدْنَ خيبات أنتظاري
والنشيج يعلو ...
شاحبةُ وحيرة القصائد في فمي
وأنين القصب ينتحر على خاصرتي
فأيْ غريب قالت تلك الوجوه
وأنا مازلت أنظر من ثقب الباب إليك
مثل حبل سراب أمسكُهُ
ولا يتركني ...
٤-
لم نكن قبل حزيران
كنا دمى
أم كنا أشباحًا في عنقِ زجاجة
لم نكن قبل ذلك
فصوتك الليلة سكين وضماد
ونعاس يهز جسدي
بيني وبينك بضع أنفاس
ووجهي فضاء وأنت مداه وملامح تركتها فيه
صوتك الهامس هتاف يحرك فصولي
صوتك العالي أفيون يُسكت الكون
فتقول آه يا حبي بلا ثرثرة .
.
.
.... امل عايد البابلي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى