محب خيري الجمال - يحاول الهروب من الحياة..

لا أمتلك صورا لمناسباتي السعيدة
فى الغالب لا أتذكرها تماما..
الحزينة أيضا لم أفكر في حمايتها
من أعباء الركض خلف التوابيت..
في الحقيقة كنت أتمرن على طعن الوقت
بسكين بارد
نكاية في كل موت جديد،،
كنت أمارس اصطياد الضوء بلا شفقة
وأحفظ عن ظهر قلب مواعيد الجنائز
مع كل كفن يحوكه البحر،،
كنت أحفظ مثلا
بحة الجدران حين يقشر العويل بقايا الروح..
أقلب تربة الأيام بمزاج مزارع نابه
تربى على الخوف دون أسباب واضحة..
سوى أنه يخشى الوقوع تحت طائلة العادات والتقاليد
والموعظة الحسنة وفقه التأويل،،
يصرخ في كل منتصف قصيدة
لن ينجو أحد من مقص العتمة..
يحدث الصحراء عن قيامة الطين الأخير..
بجسد أنيق يصلح لحوار مفتوح عن جدوى الحرب..
وتهزيب ريش الدماء على القدر الذي يساعده على التحليق،،
يعترف للبنت التي تشاهد تفاصيل صوته في صمت..
كيف كان يشاهد الأفلام الهابطة
كلما اتسعت ملامحه للبكاء..
كان مثلا...
يشعل درج الذكريات
مع سجارتين غالبا ما كان يقتنصهما من صديق
يحتاج لمن يضحكه أو يسليه بعد كل ركلة انتظار،،
كانت قمصان الغيم الحزينة
تتراقص كدمي فى يد صغير محروم
يتعكز جوعه كلما داعب الهواء
عشب أسنانه اللبنية،،
متسلقا بنايات الطين
متلصصا على جارته الحسناء
وهي ترش موسيقى الجسد بماء الحنين...
وهى تمارس غوايتها بفارغ الدهشة
بلا مقاومة..
عن التصاق جسدها كبقعة ضوء ملائكي
بعمود الإنارة ودماؤها كفراشات الجنة
تكتم اعترافات الورد الذي تربى على قمصانها..
عن ذلك القاتل..
الذى لم يحالفه الحظ ويلتقط لها صورا
قبل انتحاره المفاجئ،
لا أحمل صورا لأي مناسبة..
ولم أكن عاشقا يترك أصابعه على شجرة
لتزوره العصافير كل مساء
أو يترك ما تبقى من دموع رممتها الجروح
كما ينبغي،
لم تكن هناك بنتٌ بالمناسبة..
كانت هناك حرائق ومعارك
ورائحة قبور تنبت على حواف الشفاه،
لم تكن هناك قبلات ساخنة على رصيف البطولة
كانت هناك بنادق وخنادق محفورة فى أجساد العائدين من خلفنا...
وصورٌ التقطها أحدهم
ونحن عراه...
وكل منا يحاول الفرار بجلده من الحياة،،

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى