د. عيد صالح - في ذكري هزيمة 1967

ليس ما سأقوله في ذكري هزيمة 1967 دفاعا عن عبد الناصر لأنه بمشروعه التحرري العالمي كان يواجه كل قوي الاستعمار العالمي وحده ولم تكن عملية اصطياد الديك الذهبي الا مؤامرة عالمية علي الرجل الذي حرك طموحات الشعوب المقهورة والمستعمرة في التحرر ومن ثم ووجه منذ اليوم الأول عقب نجاح الثورة بمحاولة أمريكا تطويعه برفض امداده بالسلاح وللرد عليهم بمؤتمر باندونج بصفقة السلاح التشيكية بوساطة شوئن لاي وتيتو ثم رفض تمويل السد العالي ولجوئه للاتحاد السوفييتي ليتم بناء المشروع الذي حمي مصر من المجاعة والانقراض كما نحن معرضون الآن
وحتي مع الأيدلوجيات التي عبرها كوطني قومي كان يضع الأمميين الدينيين والماركسيين في كفة واحدة كمعوقين للحركة الوطنية ومشروعات البناء ولا أدل علي ذلك أن يزور خروتشوف مصر وماركسيوه في المعتقلات
عبد الناصر كان رمزا وملهما ومحركا للمد الثوري العالمي في الستينات ولذلك كان لابد من ضربه عام 67 ومهما قيل عن هزيمة 1967 فقد كانت حربا استعمارية لضرب الثورة العالمية ونموذجها الناجح في مصر عبد الناصر بل إن كل ما يحدث الآن من ضرب للثورة العربية علي يد الأممية الدينية هو ألا يتكرر عبد الناصر ونموذجه في العالم مرة ثانية ولقد عرض علي عبد الناصر عقب هزيمة 67 أن يأخذ سيناء كلها بدون ترتيبات العار الأمنية التي ورطنا فيها السادات فيما بعد وحتي الآن ونحن منتصرون عسكريا واستراتيجيا
تحية لجمال عبد الناصر حتي في أيام انكساره وقولته الشهيرة " ان ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة "وعمل منذ اليوم الأول علي أخذه بالقوة بحرب الاستنزاف والتي بدأت بعد الحرب بأربعين يوما في معركة رأس العش الباسلة تحية لكل الشهداء الأبرار وأبطال الكوماندوز وفرق الصاعقة والقوات الخاضة التي كان يشرف علي عملياتها بنفسه وهو واضع خطة الحرب والتحرير والتدريب علي العبور في الخطاطبة ...الخ الخ والتاريخ يعمي أعين الكارهين
٤ يونيو ٢٠١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى