عبد الواحد السويّح - تشوبرا والشيخ “را”..

القادمونَ على سفنٍ صفراء مِنَ الصّحراءِ المقدّسةِ
مِنْ بلادِ الجنِّ والبعيرِ الشّافِي
هؤلاءِ الّذينَ تعلّموا أنَّ الفلسفةَ حرامٌ
وإعمالَ العقلِ حرام
ورسمَ طائرٍ يغنِّي فوقَ شجرةٍ حرامٌ
ومشاهدة بريانكا تشوبرا في لوف ستوري 2050 حرامٌ
هلْ شاهدتُمْ الفيلم؟
دعْنَا مِنْ ترّهاتِ الشِّعرِ
دعنا مِنَ الوقوفِ على الفاصلِ الأخيرِ
دعْنَا مِنَ الانزياحِ
من تلك اللّغةِ داخلَ اللّغةِ
هلْ شاهدتمْ لوف ستوري 2050؟
القادمونَ على سفنٍ صفراء شاهدوهُ
في بلادِ الجنِّ والبعيرِ الشّافِي
كانت برييانكا تشوبرا منقّبةً
لا شيء يظهرُ منهَا سوى النهدين
كانتْ تُرضعُ البطلَ الكبيرَ
نسيتُ أنْ أخبرَكمْ عنِ اسمِ البطل
كان را… را…
صوتُ الرّاءِ جزءٌ منِ اسمِهِ
ذلك الحرفُ المخادعُ الّذي قد يتحوّلُ في أيّةِ لحظةٍ إلى (غاء)
لا أذكرُ
المهمُّ أنّهُ أعرابيٌّ حصّلَ ملياراتٍ منْ شعرةِ معاوية
في رأسِهِ
في وجهِهِ
في نبضاتِ ردفِهِ
كان يُصارعُ الطّاغوتَ
ويعلنُ الجهادَ على الطّاغوتِ
وكنتُ يا سادتي
ممَّنْ ينتمي إلى هذا الطّاغوتِ
ممّنْ تحدّثَ مع زارادشْت
ممّن قبّلَ بريانكا تشوبرا على مرأى من الجميع
ممّنْ ضاجعَ الأرانبَ اللّيليّةَ
ممّنْ تعلّمَ منَ اللّهِ
كيفَ يئنُّ العشبُ تحتَ وقعِ الخُطَى الثّقيلة
كيف يتغزّلُ الحلزونُ بقطرةِ ندًى في يومٍ غائمٍ
كيف تفكّرُ امرأةٌ بِرجلٍ قطّتُهُ بينَ فخذَيْهِ
الأشجارُ
النّارُ
تفاصيلُ المساءِ والصّباحِ بينَ فخذيْهِ
(اللّعنةُ على الشِّعر حينَ ينحرفُ بالحقيقةِ
حين يتّخذُ الكذبَ والخيانةَ والمخاتلةَ وسائلَ لِادّعاءِ الجمال
بِكلِّ خجلٍ أعتذرُ)
أنا الطاغوتُ
أنا من شاهد بريانكا عاريةً وسط أكوامِ الشَّعر
تلكَ الهرّةَ المجاهِدةَ
تلكَ الّتي ملأتْ أحاديثُ القططِ رأسَهَا
تلكَ الّتي تعلّمتْ لغةَ الشَّعرِ واستقبلتْ جميعَ القططِ الأمويّةِ
بشراكِ بريانكا
لَكِ كلُّ أشجارِ الموزِ
لَكِ نَحْنُ
لَكِ حليبُ القمرِ
مِنْ وراءِ الحجابِ كلّمتُ بريانكا
أنا الطّاغوتُ
ذكّرتُهَا بِهشاشةِ الياسمين على وجهِهَا
بِرقصِ الفراشاتِ على نهدِهَا
بِدفءِ الأسماكِ ليالي الشّتاءِ
ذكّرتُهَا بِأغنيةِ شجرةٍ تكرهُ الحديدَ
بِخفقانِ قلبِ طائرٍ يختبئُ مِنَ العاصفةِ
ذكّرتُهَا بِالحبِّ
بريانكا! بريانكا!
أيّتُهاَ السّمراءُ التونُسيّةُ
مزّقِي الظّلامَ
وارْكضي خلفَ قصيدةِ اللّهِ على صدرِكِ
خلفَ الرّيحِ الّتي هزّتْ فستانَهاَ لِطيورِ شارع الحبيب بورقيبة
خلفَ الرّجالِ الطّيبينَ الّذينَ يعتقدونَ في اللّهِ مثلما يعتقدونَ في المطرِ
بريانكا!
ميّزي بين الشَّعرِ والشِّعرِ
بينَ الماضي والحاضرِ
ميّزِي بينَ السّقيفةِ والمسرحِ البلديّ
بريانكا! بريانكا! …
***
مِنْ وراءِ الحجابِ سمعتُ خفقةَ طائرٍ يرمقُ التماعَ البرقِ
سمعتُ تدفُّقَ الحصيّاتِ على بتلاتِ الوردِ
سمعتُ ضجرَ الدّنيَا مِنْ صرخةِ فراشةٍ
سمعتُ مواءً أمويّاً يركضُ يركضُ خلف نهديْن

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى