نقوس المهدي - أعض على أناملي ثملا بالفجيعة

ما من أحد صدق في مبتدأ الملام.
فلم يعد ثمة من شيء مستغرب في هذا البلد..
من سنين وهم يقفون في طوابير الخديعة، مسندين هاماتهم على مشانق أحلام لا تقاوم ولا تلين. يوشوشون بكلمات قليلة وخافتة تكفي بالكاد لتدفئة أمانيهم. ويبسمون حين تغزوهم سهوا مسراتهم العتيقة.
وعلى مبعدة صيحة يقف جنود مزنرين بالزراية، متحفزين مشمرين جذلين لدرس عظامهم الهشة.
وأقف أنا بإزاء عتبة البحر مبللا بزرقته الفادحة.
أنصت لهدير الامواج وهي تتلولب تتشقلب تتقافز تغيب وترمح كأفراس جامحة مدفوعة بريح .
فيما العواصف تثير زوبعة على أخرى .
أمّا "اليقين فلا يقين"*
و ما من أحد يصدق في منتهى الكلام وسوء الختام...


------------------
* مطلع بيت ابي العلاء المعري الذي يقول فيه
أما اليقين فـلا يقين وإنما = أقصى اجتهادي أن أظن وأحدسا
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى