محمد دخيسي - رؤيا في مَتاهاتِ العشقِ

-1-
كانا قريبينِ
منَ المحكمهْ
جَلَسا بِقُرْبِ بابها العاجيِّ دونَ ستارِ بَوْحٍ
سارا بِرِفْقٍ نَحوَ عِشقٍ سَرْمديْ
مَا انْتَبَهَ المَعشوقُ أنَّ العاشقَ
المتفانيَ
المتَعَاليَ
الحالمَ ليْلاهُ
في غَسَقِ المَتارِسِ الظَّليلَةِ
لَيلُها أرْخى سُدولَهُ على القلبِ المُتَوَّجِ بالهدايا حينَ يَرْحلُ المَساءْ
-2-
رؤى تراوِدُ قَلبَهُ الضعيفَ بالهَوى المُدنَّسِ بالهَواءْ
يَجْتَرُّ ما بقِيَ الحينَ منَ النَّوَى
أتُراهُ غادرَ بَيْتَهُ
لَيْلَتَهُ؟
أمْ ما يَزالُ عَنيدَ وَهْمٍ غائِرٍ
في هَذِهِ الصَّفَحَاتِ
وَكَما عَلى مَواقِعِ الهراءْ؟
-3 -
مَسَاءً تَكونُ المَقَابرُ في حُلَّةٍ أخرى
يُقاضي صَغيراً
وَهَا هُوْ يُداني الخرُوجَ السَّريعَ
مِنَ البابِ المُواري لِلْحَقِيقَهْ
يَكونُ الهَوى مُوصَداً
في دُمُوعٍ
دَقيقَهْ
يُحاوِلُ بَحْثاً عَنِ المَخْرَجِ
سُدىً يَعْتَريهِ الذُّبولُ
وَلا يَسْتَطيعُ المَسيرْ
-4-
كان حُلْما كَما في المَقامِ العَظيمْ
أو رُؤى مَا تَبَقَّى مِنَ مَآسي المَآلِ السَّقيمْ
إنْ يَكُنْ حُلْمِيَ
رُؤْيَتي لِلْعَشيقِ المُتَيَّمْ
إنْ يَعُدْ يَوْمِيَ
حائِراً بالهَواجِسِ لا حَالمِاَ
يَبْتَعِدْ حينَ دَهْرٍ كَما كانَ بالأمْسِ
قادِماَ
-5-
نهايةً نهضَ الروائي بَاكِياَ
مُنْزَعِجاً كانَ افْتِراءً ناحَ داعِياَ:
يَتَعَوَّدُ العَاشِقُ حُلْمَهُ
يَعيشُهُ في صَحْوِهِ
مُنادِيَا:
عِشْقُ الرُّؤَى يَتَنَاسَلُ
يُتَداوَلُ
بَيْنَ المُحِبَّينَ العَشيقَيْنِ دَامياَ.




* عن ( أنطولوجيا شعراء وجدة) من إعداد الشاعر محمد دخيسي
أعلى