غياث المرزوق - وَمَشَاهِيدُ مِنَ ٱلْجَحِيمِ ٱلْفُرَاتِيِّ -3- «مَشْهُودُ ٱلعَجِّ»

جَرِّبِ العَيْشَ، جَرِّبْهُ، وَحِيدًا لِمَدٍّ
/... مِنَ الزَّمَــانْ،
سَتَرَى الإِنْسَ لا يُجْدِيـكَ مِنْهُ إِلاَّ
ٱلنُّهَاكُ وَاللاأَمَانْ!
دوستويفسكي


(3)

/... لَيْسَ،
ثَمَّـةَ، ثَمَّـةَ، شَيْءٌ
/... يُرَى
لَيْسَ، ثَمَّةَ، شَيْءٌ
يَدُلُّ،
عَلَى النَّفَسِ الآدَمِيِّ
/... سِوَى
/... نُتَفٍ
مِنْ دُمًى مُتَعَمِّدَةٍ،
مُتَغَمِّدَةٍ
/... بِالدِّمَاءْ

***

/... وَأَصَابِعَ
كَانَتْ، يَقِينًا، يَقِينًا أَصَابِعَ طِفْلٍ
يُرِيدُ، يُرِيدُ
ٱلرَّبِيبَ، القَرِيبَ، «الغَرِيبَ»،
يُرِيدُ، يُرِيدُ
ٱلغِذَاءَ، العَذَاءَ، وَحَتَّى الهُذَاءَ،
/... هُنَا الآنَ،
لا طَيْفَ،
لا كَيْفَ،
لا هَيْفَ لَهْ

***

/... وَالبُيُوتُ
التي سُيِّرَتْ حُرَّةً،
/... حُرَّةً
فِي شَآبِيبَ سَيَّارَةٍ
مِنْ جِذَاءْ
/...
لَمْ تَزَلْ، مُتَجَانِفَةً،
تَطْرَحُ الأَسْئِلَهْ

***

/... لَمْ تَزَلْ
تَتَسَاجَلُ، أَوْ تَتَهَاجَلُ،
/... حَوْلَ
ٱلسُّجُودِ
ٱلْجَلُودِ،
ٱلْعَنُودِ،
عَلَى حَـافَّةِ الأرْضِ
/... كَيْلَا
تَزُولَ جُفَاءً، بِثَانِيَةٍ،
فِي جُفَاءْ

***

/... يَا وِصَالُ،
/... يَا وِصَالُ،
بَدَأْنَا نَحُجُّ التَّحَجُّرَ بَعْدَ مَحَجِّ
ٱلتَّحَجُّرِ
/... مِنْ زَمَنٍ
كَانَ يَلْعَبُ، إِذْ ذَاكَ، كَالحُبِّ
مَا بَيْنَنَا
دُونَ أَنْ نَلْعَبَهْ

***

/... زَمَنٍ
لا أُرِيدُ بَتَاتًا، بَتَاتًا، يَرَاعَ
«ٱلْمُــؤَرِّخِ»،
وَ«المُتَأَرِّخِ»،
/... أَنْ يَكْتُبَهْ

***

/...إِنَّ
أَنْدَلُسَ البَحْــرِ،
أَنْدَلُسَ الرُّحْبِ،
أَنْدَلُسَ الحِبْــرِ،
/... غَابَتْ،
فَغَابَتْ كَمَا غَابَ صَيْفٌ
/... عَتُوبٌ
بِضِحْكَتِهِ المُتْعَبَهْ

***

/... يَا وِصَالُ،
كُتِبْنَا، جُزَافًا، جُزَافًا، عَلَى صَفْحَةِ
ٱلْوَهْمِ غَيْرِ المُؤَرْشَفِ،
ثُمَّ قَرَأْنَاهُ، بَعْدَ النُّهُوضِ المُشَرِّفِ،
/... تَارِيخَ
طِيـنٍ «قَمِينٍ»،
صَدِيدٍ «تَلِيـدٍ»،
غُبَارٍ «جُثَارٍ»،
/...
وَخُرْءٍ، وَبَوْلٍ،
أَكَـاذِيبَ قَـوْلٍ،
خَوَارِقَ جَوْفَاءَ، خَرْقَاءَ لا تَسْتَطِيعُ
ٱنْتِحَالَ التَّمَلُّصِ
حَتَّى مِنَ اللِّصِّ
/...
حِينَ يَرُوزُ الأَزَاهِيرَ خَلْفَ السِّيَاجِ،
لِكَيْمَا يُجَرِّدَ هَامَاتِهَا حُسْوَةً، حُسْوَةً
مِنْ مَعَانِي الوُجُودِ

***

/... إِذَنْ،
/... يَا وِصَالُ،
أَنَا مِنْ هُنَا كَسِمَامِ العِدَى
وَأَنَا مِنْ هُنَاكَ،
/... هُنَاكَ
كَغَيْظِ الحَسُودِ

***

/... فَأنَّى،
فَأنَّى تَوَجَّهْتُ وَجْهِي
/... غَرِيبٌ
غَرَابَةَ مَنْ كَانَ يَكْتُبُ شِعْرًا
/... خَفِــيًّا
لِعَيْنَيْ حَبِيبَتِهِ
/... فِي ثَمُودِ

***

دبلن،
كانون الثاني (يناير) 2003

/ عن الحوار المتمدن

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى