عبد الواحد السُّوَيِّح - في الجنّة..

نزلاءُ الجنّة بسيطون جدّا
يأكلون التّفّاح
يشربون النّبيذ
يضاجعون الحور
وأنا بينهم يا ربّي غريب
ليست هذه أحلامي
أعدني يا ربَي إلى الأرض
لديّ منزل صغير لم أكمل بناءه
لديّ شجرة زيتون حزينة
لديّ أوراق تنتظر مَن يخلّصها مِن البياض
لديّ أحلام بسيطة جدّا:
بعض زجاجات نبيذ
وزوجة مخلصة
وشيء من الهواء لرئتيّ السوداوين
أعدني يا ربّي إلى الأرض
تركتُ دهشتي معلّقةً على حبل غسيل
تركت جنوني في الثّلاّجة
أقفلتُ على تمرّدي بإحكام في حقيبة السَفر
فعلتُ ما فعلتُ كي تستجيب لطلبي:
أعدني إلى تلك الأرض
لا تخش عليّ من الوحدة
فأنا أصلا "وحيد"
لكنَي أجيد سماع أغاني الفراشات
أجيد التّكلَم مع الشَجرة
أجيد متابعة قصص الأسماك داخل البحر
أعدني يا ربّي إلى الأرض
ثمّة رسائل لم أرسلها
ثمّة زجاجة نبيذ لم أفتحها
ثمَة قبلة أينعت في أحلامي ولم أقتطفها
أعدني يا ربَي إلى الأرض
مازال عندي فيض من الدّمع لم أسكبه

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى