عبد الرحمن مقلد - بائع الصحف في ميدان الإسعاف

بائع الصحف في ميدان الإسعاف
مأساةٌ
أن يتراجع للخلف
المتعهدُ توزيعَ الصحف
- هنا في قلب الحي -
وأن ترتد بضائعه الورقية
كبقايا الجيش المهزوم
وأن يتقدم تجارُ البالة..
هي رقعة شطرنج
لا يشغل فيها البائع
إلا رقعة «بيدق»
ينحسر إليها
مدفوعًا بالغزو الهائل
ويغطي تجار البالة
باقي الرقع
ويفترسون الأخضر واليابس
لا يتبقى للمتعهد إلا تلٌ من صحف متعبة
ومكان يجلس فيه
وتخفى «أرضيته»
مساحته يغصبها التجارُ
ويفترشون تلال ملابس مستعملة
ونفايات البلدان الشقراء
أردية من كل بقاع الأرض
كأن الحرب اشتعلت عند رصيف المتعهد
بنطال من بيلاروسيا
بلوفر من بولند
مريول من إقليم الباسك
وسراويل تخبي أرواح بغايا
اتحدتْ كي تلتمس حياة أخرى
كي تعتمر هياكل أبناء بلاد النصف الأسفل للعالم
أصفار الاستعمار ..
كأن الدول العشرين
اتفقت
أن تتلاشى أرضية بياع الصحف
وأن ينتهك مجالُهْ!
إفراز العولمة
السوق المفتوحة
والمالتي ميديا
تأبي إلا أن تأخذ نَفَسَ البائع!
مأساة..
- ماذا يا عمى أين ذهبت؟
لمَ لم تفرش باقي الصحف؟
أين «الأهرام»
«الأخبار»
و«روزا»
و«صباح الخير»
- هنالك عند التل الواحد
حظى الغاضب
أدخلني في هذي المهنة
ليت انكتب مصيري
بياع روبابيكا
أو أفرش بعبواتِ قتال الحشرات
- هه يا عمي الطيب
«سبها لله»
ولكني..
تجار البالة
أخذوا حقي
حتى لا يتبقى موضع قدم
وأنا أخشى أن يصفعني شرطي
أو يتجرأ شاب
ويكيل عظامي الشائخة
تعرف كيف تدور المصلحةُ
: لم لا يشري أحدٌ صحفًا
: سربان الجرذان المحقونة بالسم
الدائخة هنالك
هل تنتظر الصحف لتعرف بؤس الحال؟
ماذا تقرأ
أبواب الحظ
أو الكلمات المتقاطعة؟!
البقر تشابه
وعناوين الأمس اللاهبة اختنقت ..
يسألنى: ما العمل؟
- خذ صحفك يا عمي واهرب
لمحل آخر
طر
إن أمكن

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى