لانغستون هيوز - الزنجي يتحدث عن الأنهار.. ترجمها عن الإنكليزية: عامر كامل السامرَّائي

لقد عرفت أنهاراً:
لقد عرفت أنهاراً عريقةً كالعالم
وأقدم من جريان الدم
في عروق البشر.

غارت روحي عميقاً مثل الأنهار.

لقد اغتسلت بماء الفرات عندما كانت المشارق يانعة.
وبنيت كوخي عند نهر الكونغو الذي هدهدَني لأنام.
ونظرتُ للنيل وقد عَلت فوق ضفافه الأهرامات
سمعتُ غناء الميسيسيبي عندما أبحر لينكولن إلى نيو أورليانز،*
ورأيت كنفه الطيني يتحول ذهبياً عند الغروب.

لقد عرفت أنهاراً:
أنهاراً عريقةً داكنة.

غارت روحي عميقاً مثل الأنهار.

-----------------------------------------------
* "
إبحار لينكولن إلى نيو أورليانز"
في عام 1828 أبحر أبراهام لينكولن وهو لا يزال في مقتبل العمر بزورق شبه مسطح، منحدراً مع نهر المسيسيبي إلى نيو أورليانز.
دفعه لخوض تلك المغامرة الكبيرة وقوفه مع السود ضد التمييز العنصري. فقد زار هناك أكبر سوق للعبيد في البلاد.
كادت تلك الزيارة أن تكلفه حياته، فقد تعرض لهجوم أثناء الليل قرب مزرعة في بلدة لويزيانا. (المُتَرجِم)

نبذة عن الشاعر:

لانغستون هيوز (Langston Hughes) كاتب صحفي ومسرحي وروائي وشاعر وناشط اجتماعي أمريكي، وأحد رموز "نهضة هارلم" الكيان الثقافي والفكري والسياسي والاجتماعي والفني الذي جمع السود ووحّدهم في محاربة التميير العنصري والعرقي في أمريكا، والمطالبة بالمساواة الثقافية والحقوقية مع البيض.
ينحدر لانغستون هيوز من اعراق مختلفة فهو من اصول أفريقية واسكوتلاندية وكذلك له جذر من الهنود الأمريكان.

ولد لانغستون هيوز في ولاية ميسوري في 1 فبراير من عام 1902 وتوفي في 22 مايوم من عام 1967، وكان هو الابن الثاني في العائلة، قام والده بهجرهم هرباً من العنصرية التي كانت سائدة في الولايات المتحدة آنذاك، وبعد انفصال والديه ربته جدته من جهة امه، وبعد موتها انتقل للعيش في لينكولين بإيلينوي. منذ مطلع الثلاثينات بدأ يقترب من الجماعات اليسارية ولا سيما الحزب الشيوعي، وعلى الرغم من أنه لم ينضم رسمياً إلى صفوفه غير أنه عبَّرَ بأشكال كتابية مختلفة عن إعجابه الشديد بالثورة السوفياتية والنموذج الشيوعي الذي رأى أنه الوحيد القادر على جلب العدالة للأقليات في أمريكا. أصبح هيوز بمثابة الأسطورة التي تتجاوز الكتابة والشعر إلى مستوى الرمز حتى أطلق عليه البعض لقب "شاعر الشعب الأمريكي".
قام بنشر أول اعماله "الزنجي يتحدث عن الأنهار" وهي عنوان هذه القصيدة التي أصبحت فيما بعد من أهم الأعمال الشعرية التي جلبت له الشهرة.
اعماله من الشعر والأدب القصصي عبَّرت وصوَّرت حياة الطبقة الكادحة من السود في الولايات المتحدة الأمريكية. تتميز معظم اعماله بالتفاخر بهويته الأمريكية من اصول أفريقية وثقافتها المتنوعة.

أشهر أعماله الشعرية:
  • قصائد بلوز غريبة (عام 1926)
  • ثياب جيدة لليهود (عام 1927)
  • أيها الموت العزيز (عام 1931
  • حافظ الأحلام (عام 1932)
  • شكسبير في هارلم (عام 1942)

تعليقات

صديقي عامر
اختيار ذكي وترجمة أنيقة لقصيدة مميزة لهذا الشاعر الأميركي ذي الأصول الأفريقية، تأتي في هذه الأيام التي تشهد فيها الولايات المتحدة ما يشبه الثورة على العنصرية البغيضة المتجذر ة في أعماق الكثير من السكان البيض للولايات المتحدة، والتي تمثلت في قتل جورج فلويد على يد أحد عناصر الشرطة، وأدب إلى اندلاع أعمال العنف في معظم الولايات.
القصيدة تتشبت بالجذور الأفريقية بكل اعتزاز. أتساءل: ماذا كان سيكتب هيوز لو كتب له أن يعاصر هذه الأحداث؟
فيض المحبة
 
صديقي الغالي نزار
اسعدني تعليقة وإشادتك بالترجمة والاختيار..هذا أقل ما نستطيع أن نقدمه للأنسان المضطهد أينما وجد..
الأبيض في أمريكا لايزال يعتقد أن الأسود زنجي لا يصلح إلا لخدمة سيده الأبيض.
سيدنا عمر آبن الخطاب قال: لقد عتق سيدنا أبي بكر سيدنا بلال الحبشي..
حضارة أمريكا المزيفة غير قادرة أن تقنع الأمريكي الأبيض أن الأسود إنسان مثله له نفس الحقوق.

ماذا عساه أن يكتب لانغستون اليوم أكثر مما كتب وقال؟

لك خالص مودتي
 
أعلى