مزمل الباقر - (لجنة البل) و (الكيزان).. أو الصفعة الداوية للأخوان المسلمين في السودان

الحل في البل :
تعود المقولة السودانية : ( الحل في البل) إلى رواية شعبية سودانية حدثت في زمانٍ بعيد بعض الشئ. حيث تحكي قصة صديقين إلتقيا وكان أحدهما يجلس مهموماً إلى جوار شاةٍ له قد أحكم وثاقها. فسأله صديقه عن ما يهمه، فأشار إليه الأول أنه بصدد إقتياد هذه الشاة ولكن وثاقها محكم ولا يدرى كيف يحل هذه المعضلة. فأجابه صديقه على وجه السرعة بجملة واحدة: الحل في البل

أي أن حل هذه المشكلة يكمن فقط في سكب الكثير من الماء على الحبل الذي قيّدت به الشاة، لكي ينتفخ وتترهل خيوطه وبذلك يسهل حل الوثاق

المقولة الشعبية تضاف لأدبيات ثورة سبتمبر:

صارت مقولة (الحل في البل) لاحقاً، وسماً
(Hashtag) استخدمته منبر المغردين السودانيين(1) ليستخدمها تجمع المهنيين السودانيين (2) في تذييل منشوراته عبر مواقع التواصل الإجتماعي لحشد الشارع السوداني للثورة على نظام الرئيس المخلوع عمر البشير من خلال مواكب(3) تحدد مساراتها بالتنسيق مع لجان المقاومة السودانية(4).

ولأن تجمع المهنيين السودانيين ولجان المقاومة السودانية ساهما بقدر كبير في إنجاح ثورة 19 ديسمبر المجيدة التي أطاحت بنظام الأخوان المسلمين في السودان (يونيو 1989 - أبريل2019) فقد تداول الشارع السوداني هذه المقولة (الحل في البل) في أحاديثهم حتى تلك الأحاديث التي لا تتعلق بالفعل الثوري ثم إن نفس المقولة إجتزئت لاحقاً واستخدمت المفردة (البل) للدلالة على العقوبة أو القصاص من نظام الثلاثين من يونيو فقد تهتف إحدى الثائرات(5) أو أحد الثوار: (الحل في شنو؟) ويكون رد الجموع بنفس الموكب : (الحل في البل) ليعود نفس الهتاف متسائلاً:(الليلة شنو) بمعنى أن اليوم هو يوم العقوبة أو القصاص ويكون الرد هذه المرة : ( الليلة.. البل)


ثم تطور الأمر إلى تصريف مفردة (البل) تصرف الفعل عندما ينسب لضمير مثلاً يقال (بلوهم) أي عاقبوهم ومن هنا جاءت الجملة الإسمية (لجنة البل) في عنوان هذه المقالة لتشير إلى لجنة التمكين ومحاربة الفساد وإستراداد الأموال. بينما نطلق نحن السودانيون تسمية بديلة لجماعة أو تنظيم الإخوان المسلمين بالسودان وهو لقب (الكيزان) مع استخدام نفس الإسم الذي يعرف به هذا التنظيم.



أتوقف هنا لأكمل الحديث لاحقاً بإذن الله عن الصفعة الداوية التي تلقاها (الكيزان) بالأمس.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى