زكريا الشيخ أحمد - هروب.. قصة قصيرة

طوال الوقت أهرب ، كلما هربت إزدادت الأصوات التي تطلب مني التوقف عن الهرب و تعالت .
أجرب التوقف لكن الأصوات تبقى في تصاعد .
ليست تلك المشكلة الوحيدة ، المشكلة الأخرى
أني لا أعرف بالضبط ما أهرب منه و لا أعرف أيضا أين أهرب
لا أعرف إن كنت أهرب حقيقة ، أم أنه مجرد هروب في حلم .
لا جدوى من الهرب ؛ كما أنه لا جدوى من عدم الهرب .
و أنا أهرب يتصل بي صديق متسائلا
لماذا لا يتحدثون عن الحرب التي عندنا ؟
أرد عليه هل ما زالت الحرب مستمرة عندكم .
يجيبني بنعم .
و ينقطع الإتصال فأتابع الهرب و أنا أتساءل
ما إن كان ذلك الإصال حلما و تلك الحرب كابوسا .
المشكلة أيضا أني لا أعرف بماذا سأجيب صديقي إن عاود الإتصال و سألني !
إن أجبته أني أهرب لن أعرف أن أجيبه مما أهرب
و لا إن كنت حقيقة أهرب أم أنه مجرد حلم .
ربما أقول له أنني أهرب ،
نعم سأقول له أنني أهرب من الهرب ذاته .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى