غياث المرزوق - وَمَا قَبْلَ ذَيْنِكَ ٱلْجَحِيمَيْنِ حَوْلٌ -5- «بَائِنُ ٱلْدِّمَاءِ»

كَمْ يَتَشَابَهُ النَّـاسُ، كُلُّهُمْ كُلاًّ،
/... فِي الفَرَحْ،
وَكَمْ يَخْتَلِفُونَ، كُلٌّ عَلَى حِدَةٍ،
/... فِي التَّرَحْ!
تولستوي


(5)

– أَوَ تَذْكُرِينَ دَمًا
يُوَزِّعُ هٰذِهِ الدُّنْيَا عَلَى مَهَلٍ
/... وَأَلْسِنَةً
/... وَأَلْسِنَةً
تُطَارِدُهَــا سِـيَاطُ الجُــوعِ
/...
فِي كُلِّ الزَّوَايَاْ

***

/... فَالحَرْبُ
مَسْأَلَةُ القَطِيعِ لِمَنْ يَدُكُّونَ
/... ٱلْجِيَادْ
وَالحَرْبُ خَـاتِمَةُ الجُنُونِ،
وَبِالجُنُونِ،
وَبِالجُنُونِ،
يُحِيلُهَا «السِّمْسَارُ» مَائِدَةَ
/... ٱلْجَرَادْ
/...
وَطَبِيعَةٌ ثَكْلَى وَإِرْمٌ ثُمَّ إِرْمٌ
لا تَفِرُّ وَلا تَقِرُّ بِـ«مُسْتَقَرٍّ»
– أَوْ
/... عِمَـادْ

***

/... عِيْ
أَيَّ شَيْءٍ، أَيَّ شَيْءٍ،
/...
هَا هُنَا دَمْعٌ
هُنَاكَ لَقَالِقٌ
تَجْثُو عَلَى شَطٍّ مِنَ الزَّيْتِ
/... ٱلْمُمَلَّحِ
تَسْتَمِدُّ وَتَسْـتَمِدُّ الرُّوحَ فِي
/... عَبَثٍ
وَتَزْحَفُ كَالسَّلاحِفِ فَوْقَ
هَامَتِهَا
/...
فَتَجْرُفُهَا النُّفَايَاْ

***

/... وَهُنَاكَ
فِي طَرَفٍ مِنَ الإِسْفِنْكْسِ
/... جُـــنْدٌ
سَاذَجُونَ، مُعَمَّدُونَ
عَلَى بِسَـاطِ الـرَّمْلِ
يَزْدَرِدُونَ أَرْغِفَةَ التُّرَابِ
وَيَحْتَسُـونَ القَــارَ،
يَنْتَظِرُونَ سَاعَتَهُمْ،
/...
– وَأَزْعَقُ بِالفُرَاتِ:
«سَـمَاءُ دِجْـلَةَ، اِبْنِ أُمِّكَ،
اِبْنِ أُمِّكَ، خَانَهَا النَّغِلانِ»
/...
يَحْتَرِقُ الصَّدَى
كَهَشِــيمِ عَادَتِنَـا
وَيَسْحَمُّ المَــدَى
/... وَيَمُطُّ،
ثُمَّ يَمُـطُّ، أَذْرُعَهُ الدُّخَانْ
فَبِأَيِّ آلاءٍ تُكَذِّبُنِي اليَدَانِ
/...
وَمَا تَبَقَّى مِنْ بَقَايَاْ

***

دبلن،
كانون الثاني (يناير) 1990

/ عن الحوار المتمدن

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى