سلمى الزياني - دهشة ارتواء جافة

كيف لنا أن نجمع بين ماء بئر و نار ليل
لشغوف ظمئ لم يرتو من حقول العشق؟
لمستقر في قاعه لم يطْفُ؟
لموجع كبلته صحاري العمر الباقية؟
كيف لقصيدة أن لا تعترض الضوء؟
لمشاعر أن تقتات من فتات الفراشات؟
لدمع أن يروي طين المسافات
لإبتسامة أن تتعرى من المطر
أقمت في الريح و جل غرفها
المدى لم يعد مداي.. و الهواء تنكر لي

ما بال العمر يُسرَق كل خطوة
يُسرق كل خلجة روح
أقام الملل المنجذب عناصر الوهم
أيتها البئر المرتوية
يا من تكفكفين دمعك
أيتها البئر الصامدة
لو تدرين كم قصيد مزقنا
لو تدرين مدى دفء الشعلة وضمتها
لو تدرين عري لمساتها الخشنة
لو تدرين هول الحب بدأ بالشذا وما انتهى به

تعالي إلى عطشي و أقيمي فيه
ضميّني حتى يتناثر التراب من صدري
و دعي العناق يشتد
و يشتد
سنلهم الشعراء
و تغسل الأرض من الأحمر
و يرفرف الحب مرتديا الأبيض
من الضوء و إليه
فراشة عبرت دهشة البئر
لم تحرق و لم تغرق
.و ها هي تحتضر.
  • Like
التفاعلات: عبدالعزيز فهمي

تعليقات

بإمكاننا أن نشد أذن الغيم ندله على عين البئر
فالغيوم إن تجهمت كثيرا أكرمت
فلا تسيئي الظن بالريح حين تصيح
العطش دليل الوجود
الارتواء استمرار فقط
ليتنا ندرك كلام الطين في الجسد
جملك الشعرية تنهك المعنى تنشفه لتصوغ أفقا...
 
أعلى