سعيد فرخاوي - تأجيل الحكاية في حكاية نص الأسئلة لكاتبه محمد الطايع..

الجزء الاول.

يقول اينشتاين :المعرفة تأتي من السؤال.
يقول بول ريكول: قيموا الاشخاص من خلال اسئلتكم.
اما محمد الطايع اعتمد اسلوب السؤال ؛ الذي منه يرسل الخطاب مشفرا بلغة كلها سخرية واستهجان. القصة قوية في عمقها الشكلي؛ اعتمدت صيغة برهان الخلف كوسيلة لانتاج الخطاب . في الشكل هو اسلوب انشائي؛ لانه لايتضمن خبرا؛ بقدر مايهدف الى تبني صيغ السؤال؛ المنتظر منه و الغاية التي يهدف اليها هي البحث عن جواب في المستقبل المنتظر ؛ لكنه في عمقه الدلالي هو صيغة تنتقد بلغة السؤال؛ أو هو صياغة ترفض وتنفي بصيغة السؤال الاستنكاري. فكل سؤال هنا هو حكاية في حد ذاتها؛ بمعنى ان قصة محمد الطايع هي مجموعة من القصص تتضمن بعضها البعض بلغة التضمين الحكائي ؛ او كل سؤال هو عنوان لحكاية مؤجلة في انتظار قاص له رؤية ثاقبة في تأويله لمحتويات الحياة بلغة الحكي الهادف. مثلا في سؤاله الاول يقول ماذا؟ هي قصة قصيرة جدا مفتوحة للنظر اليها من عدة زوابا؛ منها لماذا القصة القصيرة بالذات كبوح منها نرى الحياة؟ او لماذا بالذات انا كإنسان بعثت لاكتب؟ او لماذا عبدالرحمان الصوفي وفرحاوي سعيد من استطاعا ان يرافقا او يخترقا هذا المجهول الذي شاءه محمد الطايع حكاية ليخرج من جوفنا رمادا؛ منه يحرق الوجود ليعيد التأويل من زاوية تخصه وحده؟؟؟؟ .
كلها احتمالات في قدر قصة قصيرة اختارت السؤال منهجا في صياغة الحياة؛ بصفتها واقع الغرور؛ فيها النفس امارة بالسوء وفيها الانسان كائن مسؤول عن ضرر كبير مازال شاهدا عن حماقة هذا المخلوق الذي قالت فيه الملائكة: اتخلق فيها من يسفك الدماء. بعد سؤال ماذا؟ يتحول القاص الى سؤال اخر اكثر عمقا جاء مرادفا للأول؛ يقول: ماذا قلت؟؛ ليصبح السر الاساسي في مايخفيه عنا القاص من داخل سؤاله هو أساسه خبر/قلت... فتتحول خبايا اسئلة القاص في مضمون وجودي يحيل على تواصل ما؛ بدرجات من الوعي بأشكال متفاوتة؛ تحيل على اختلاف بين مرسل وآخر شاءه القاص مرسلا اليه؛ فتصبح القصة الثانية في سؤال محمد الطايع يحكمها الجانب الايتيكي بصفته محددا وجوديا في تواصل فاشل بين اقطاب الخطاب المميزة بالتنافر والتناحر.لأنه في السؤال الثالث يتحول الى قصة محددة لطبيعة ماجاء سابقا مبهما؛ ليصبح الرابط بين السائل والموجه اليه السؤال محددا في سؤال يفيد الحب التعجبي. هنا تتشكل العلاقات التلازمية بين الاسئلة الثلاث المشكلة منطلق قصة الطايع بتميزها بطابع تركيبي توليدي ؛ كل سؤال يطل على السؤال الذي يليه ببناء جد منسجم. في الاول يبدأ من ماذا؛ ليستهل الخطاب بالعام الذي يثير دهشة تحيل على فضول التحول الى البحث عن قيم أخرى لها صلة بالاول؛ في البداية يدل السؤال على المطلق؛ ثم يتحول بسؤال ثاني ليفيد سرا في لغة القول/ماذا قلت؛ ثم يتحول الى سؤال ثالث جاء اكثر تدقيقا : تحبينني؟؛ فتصبح العلاقة بين الاسئلة الثلاث تصب في بعضعا البعض؛ لانه في السؤال الاول يبدأ بعنصر الدهشة؛ في السؤال الثاني يبحث في حكاية الخبر او القول؛ وفي السؤال الثالث يتستنكر خاصية الحب ويتعجب منه. فتتحول الكلية العامة المميزة لبناء شبكة السؤال في قصة محمد الطايع الى تلازمات تتقطع هنا لتعيد التركيب في موضع آخر؛ كل مكون يستدعي الاخر ليبني الحكاية ويطورها ؛ ببناء الخبر بأسلوب ساخر. فيتأسس الخطاب القصصي باعتماده اسلوب الاسئلة المتشابكة؛ في تشابكها يبني الحكاية؛ يستحضر الزمن في عمق السؤال؛ كما يستدعي السرد في خاصية الاستنكار؛ والوصف في جمال الرفض؛ فجعل من الذات (الانا /الراوي؛ والاخر المرسل اليه)؛، بصفتهما شخصيات تحضر هنا لتغيب هناك؛ تتفاعل في لعبة السخرية والنفي والالغاء؛ فتتأسس الحكاية بسخط تام لتلازمات يراها الراوي من زاوية تخصه؛ فتتحول في عمق السؤال الى صيغة التمفصلات والتمظهرات ليتفاعل الخطاب القصصي؛ بلغة جد جميلة مغايرة عن باقي اشكال القصة القصيرة المعهودة في هذا المجال الحكائي بشكل عام .

- الجزء الثاني

محمد الطايع ومحاور تشكل قصة أسئلته.

إن سؤال البحث في حقيقة ماهية الحياة يشكل اولى الالويات في كل محاور المنطلقات التي يسعى المفكر عامة والمبدع خاصة أن يجعل منها أساس كتابته. لذلك يبقى السؤال قصة مركزية في كل بحث جاد يهدف الكشف عن جوهر الشك في لغة اليقين؛ الذي يبني مشروعا ليغير مشروعا اخر؛ لهذا ظهر اينشتاين ليجعل من السؤال اساس الحياة. كما حضر محمد الطايع ليشكل خطابا قصصيا مبنيا على خاصية الهدم بلغة الشك الاستنكاري؛ مركزا على تيمة السؤال؛ ليغيب الجواب؛ تاركا للقارئ حق التأويل في لعبته التشاركية كما يرى امبيرطو ايكو.
إن نص الأسئلة هو اسئلة بأسئلة لاتغيب مضامين رفضها العميقة؛ لانها فتحت التأويل بكتابتها الفلسفية التي تغيب كل شيء لتسمح لكل شيء ان يعاد فيه الصياغة؛ باحترامها مبدأ كل امرئ يرى مايريد. لهذا هاجرنا الطايع لبفتح باب التأويل بحرية تسمح لكل واحد ان يفهم حياة السؤال بأسلوب تغيب فيه المعلومة المطلقة على لسان راو اله متمكن من كل صغيرة وكبيرة؛ لهذا جاءت اسئلة الطايع بسؤال فتح النوافذ ليلج كل فرد في عالم النص بقدرات لاتغيب الاجتهاد التام. لهذا رافقتني حماقة كتابة الطايع ان اخرج من نفسي لالبس جنون وقائعه المتسمة بغبار الدهشة والشك. من هنا ساتابعه بنفس الوهم والدهاء الذي مارسه بساديته المجهولة. بناء على هذا المعطى سأدخل فردوس الطايع بحذر شديد لن يغيب الحذر من مكره الابداعي. اول سؤال سيشكل منطلق مرافقتي له؛ سيحترم أسئلته المتسائلة بسؤال الشك الاسننكاري الذي يرى المعطيات بدقة لاتخلو من تفلسف حول ماهية الوجود الغائب في صمت مكونات قاص يكتب بصيغة الابهام. اولى مكونات هذا السؤال هي:
من اين سنبدأ لنفهم الحياة في أسئلة محمد الطايع؟...
ماسر تلازم سؤال بسؤال اخر في حياة من ورق؛ تشق رماد الكتابة؛ بعين غير مسعفة في الولوج الى عالم الكتابة القصصية بلغة لاتحتمل لاصدقا ولاكذبا؟...
كيف نفك رموز عوالم القاص التساؤلية؟..
ماهي مكونات الخطاب القصصي في قصة اسئلة محمد الطايع؟؟..
ماسر تلازم سؤال بسؤال؛ في كتابة لاتسعف للخروج من دوامتها سالما بدون ان تصاب بمتاهة الارتباك وأنت تمسك المعنى الغائبة في حكاية تؤجل مواضيعها الى زمن غير موجود؟..
لماذا السؤال بالذات لفهم ذوات أخرى تصاحب جنون قاص لايفهم عمق الغيابات التي كسر دوامتها حكائي من ورق؟؟...
إن الجواب عن شذرات بناء الوجود في أسئلة محمد الطايع يستدعي أن نقرأ كل سؤال في غياب قراءات أخرى؛ لنرى في الآخير أن الكتابة القصصية لايمكن تغييبها عندما نسعى تفكيك العالم لإعادة صياغته. ؟؟..
للخروج من جنون محمد الطايع؛ لابد ان نواكبه بجنون آخر لايقل متعة وذوقا عن جنون بناء الحياة في ضجيج لاحصر له؛ يريد القاص فيه ايقاف المنعرجات التائهة في درامة تشكل الحياة في فراغنا. لهذا سأجمع شتات شتاته بتوزيع الشتات عينه في مجال اخر غير بعيد عن كل التمزقات الغابرة؛ تلك التي تركها الكاتب في اعطابنا المؤجلة حلما بلا امل.
لهذا غير القاص مجارينا المنطقية لنصبح بلا منبه نغوص في اسئلته بالصيغة التالية:
السؤال الاول: ماذا؟..
جعلنا القاص أمام حقيقة واحدة تقول إن اسرار الحياة هي حكامة بلا محددات؛ عبارة عن اختيارات عامة مفروضة في حكم المطلق؛ فيغير وجهتنا صوب فهم لن نعرف حكامة صيرورته في زمن بارد. يتوقف السرد والزمن والمكان وكل خصائص الخطاب؛ سوى تناحر الراوي والمروي له؛ الذي دفع بالقاص أن، يغير الوجهة بحثا عن صياغات جديدة في وجود سائب.
ماذا قلت؟؟
هي اقصوصة غامضة جدا يسعى القاص أن يتحول الى مرافق قوي في زمن هش. فتصبح الحكاية اساس الكتابة ؛ برموز جد مشفرة.
تحبينني:
صياغة إنسانية لمعنى الروح في جوهر الوجود المبعثر والسائب.
هل قلت انك تحبينني؟...
صياغة بلغة أخرى لتنقل خشونة وعنف الحياة المنهارة.
هل قلت ذلك فعلا؟..
هو تناسي بمعنى تذكر ملغي؛ في نفس غير حاضرة؛ تنتظر نهايتها وزوالها في زمن مؤجل.
هل ابدو لك مغفلا؟..
تغيب الحقيقة فيصبح الشاعر تائها يرفض جنون الجنون بلغة الحمق والجنون.
لماذا تعتقدين أنني كذلك؟
خروج الشاعر من الشك الذاتي ليتحول؛ من جديد ؛ في سؤال يهدف الذات ويركز على الاسس والمنبهات .
كلها تجليات تخفي حقيقة نبض قلب الذات في وجود لايحترم ناسه. فيصبح المستقبل مجرد اشارات بلا معنى.


الجزء الثالث.

السؤال القصصي في اسئلة محمد الطايع القصصية تحكمها لعبة تجلي ومحاورة مغايرة لكل مكونات القصة القصيرة المعهودة في التجارب السابقة؛ لانه اراد أن يشق شراع كتابته بتبني خطاب مغاير غير معهود بالمقارنة مع ما انتجه تاريخ القصة في عالم السرديات ؛ لهذا ترك التأويل مفتوحا على كل القراءات الممكنة.
بناء على هذا المعطى؛ يمكن النظر في حكاية الطايع بانها حكاية بدون حكاية؛ بالصيغة التي يريدها القارئ مادة سهلة الاستهلاك. القاص هنا عذب المتلقي؛ وهو ماسيجعلنا نقول ان اسئلة الطايع كقصة مارست ساديتها الابداعية؛ لانها جعلت القارئ يأكل تعبه وهو يبحث عن الدلالة الخفية في كل سؤال شاءه الطايع مشنقة سينتحر به القارئ البليذ الذي يسعى معنى سهلا. او بلغة ادق سنعتبرها سردا مفتوحا على كل الدلالات. منها ان كل سؤال سيشكل قصة قصيرة جدا تقرأ بمعزل عن السؤال الآخر؛ بصفته سيشكل قصة قصيرة أخرى؛ في الاخير سنحصل على مجموعة طويلة من القصص القصيرة جدا؛ التي في مجموعها ستشكل مجموعة قصصية قصيرة جدا تلتقي في قصة قصيرة واحدة. وعليه سنصبح امام تجربة فريدة ستحيلنا على اننا سنلتقي بمجموعة قصصية داخل قصة قصيرة واحدة. من هنا سيفتح التأويل التالي مدى قدرة القاص في التفوق لانتاج هذه الصياغة الابداعية التي ستحسب له. ولتوضيح ذلك سأقرأ اسئلة الطايع القصصية ؛،بكونها ستشكل نصوصا متواصلة متشاكلة متداخلة؛ تبني عالمها بتكامل تام. كل سؤال هو في حد ذاته قصة مستقلة بذاتها من جهة؛ كنا يمكنها ان تدخل في تركيب بنائي عميق لتؤسس انتاجا جماعيا سأسميه مجموعة قصيرة جدا؛ يربط بينها خيط خفي تسهم فيه الشخصيات الواحدة الخيط العميق الذي يسعى في توحيد بناء عوالمها. لهذا بما ان الراوي المتكرر في كل الاسئلة؛ كما المرري له/ المراة المخاطب؛ بصفتهما معا يحضران على طول السرد؛ سيجعل من الاسئلة/القصة القصيرة جدا ؛ انتاجا موحدا سنسميه مجموعة قصصية قصيرة جدا. هنا ساتبني نماذج مختلفة لتبرير ذلك.
القصة القصيرة جدا الأولى التي هي عنوان وفي نفس الوقت قصة قصيرة جدا جاءت على الشكل التالي :
(ماذا؟).
القصة القصيرة جدا ماذا؟؛ جاءت في هذه المجموعة القصصية محترمة كل شروط كتابة قصة قصيرة؛ من جهة الاقطاب السردية حاضرة كلها؛ يحضر الراوي بصفته صاحب السؤال؛ كما يستدعي مخاطبا الذي يتلقى الخطاب؛ في زمن واضح هو الان؛ الموضوع يكمن في البحث عن الحقيقة؛ الوصف يحدده طريقة الكلام الذي يجعلنا نفهم ان السؤال جاء كاملا بوصف يفيد التعجب؛ المكان تحدده الذات المتسائلة.
في القصة القصيرة جدا الثانية: ماذا قلت؟ نحدد مستويات السرد في الخطاطة التالية:
الراوي: المتكلم
المخاطب: الموجه اليه السؤال.
الموضوع: يتساءل في ماهية القول.
الزمن: لحظة السؤال+الذاكرة.
المكان: جسد الراوي..
القصة القصيرة جدا الثالثة: هل قلت انك تحبينني؟
هي الاخري موزعة في نظام تام أهلها ان تشكل قصة منسجمة.
منها الراوي /المتكلم؛
الانثى/المخاطب؛
الزمن الان؛
الموضوع يتساءل متعجبا في حكاية حبها له؛
وهكذا تتشتت الحكاية في قصة تلتزم ببناء واضح.
فنصبح امام قصص قصيرة جدا؛ متكاملة في محتويات انجازها؛ محترمة كل شروط تحققها؛ وهي مكونات تؤهلنا ان نؤول ان كل قصة منعزلة مستقلة قادرة ان تنضم للقصص الاخرى لتبني في كليتها مجموعة متماسكة؛ متجانسة؛ فنصبح امام مجموعة قصصية متضمنة في قصة قصيرة واحدة؛ وعليه سنصبح أمام كتابة؛ ستشكل تجربة جديدة؛ تجعلنا نقول بان القصة الواحدة في اسئلة الطايع شكلت مجموعة قصصية متكاملة .



***********************

الأسئلة ..

قصة قصيرة ..

ماذا؟ ماذا قلت؟ تحبينني؟ هل قلت أنك تحبينني؟ هل قلت ذلك فعلا؟ هل أبدو لك مغفلا؟ لماذا تعتقدين أنني كذلك؟ ألم تسمعي بحكايتي الأخيرة؟ أليست حكاية غريبة؟ أم تراها مجرد حكاية عادية؟ إلى أي حد تفكرين أن الأمور تجري ببساطة؟ وحتى متى تحاولين تبسيط الأمور؟ لماذا لم تسألي عما حدث لي قبل أن تقتربي مني إلى هذا الحد؟ أم أنك لا ترين نفعا في السؤال؟...تحبينني؟؟ هل أنت مع تلك المخادعة التي دمرتني؟ أم أنك تنظرين إلي بعين الشفقة؟ لماذا تحاولين التقرب مني؟ أمن المعقول أن أصدق أنك تنوين التخفيف عني؟ هل أُعجبك؟ أم أن كتاباتي أوهمتك أني بطل؟ أحقا أنا وأنت صادقان؟ أتعشق النساء جهازالأبطالَ فعلا؟ وهل يصلح تافه مثلي لتأدية دور بطل؟ ألم تري كم أنا بائس ومبعثر؟ ماذا لو أخبرتك عن مدى بشاعتي؟ هل ستستمرين في إدعاء الحب بعد ذلك؟ ماهو الحب في رأيك؟ إعجاب؟ شفقة؟ ميل جسدي؟ نزوة؟ مسؤولية؟ أم مجرد قصة مسلية نحكيها لأصدقائنا بعد نهايتها؟ أليست كل قصص الحب تنتهي بفراق؟ من قال أن العشاق بعد فراقهم لايفكرون في علاقات جديدة؟ أم أنك من الذين يصدقون خرافات الوفاء والتباكي على الأطلال؟

ألم تصدقي خبر وقوفي في المحكمة؟ أمن المعقول أنك تستبعدين أن أكون متهما؟ ما الذي تريدين إقناعي به؟ تحسبينني ملاكا؟ فهل أنا ملاك؟ وهل أعطيت الديل أنني بشر قبل أن أرتقي لمرتبة ملك؟ أليست الإنسانية أعظم مرتبة يصلها الإنسان؟ ألم تفكري أنه من الممكن أن أكون مذنبا فعلا؟ أم أنهم لم يخبروك بأنني كنت أحاكم بتهمة الإساءة لوالدي؟ أينا الظالم في رأيك؟ أنا أم والدي؟ هل تعلمين أنه من الممكن أن يتصف الآباء بصفة العقوق تجاه أبنائهم؟ أم أن الوالد مقدس؟ أليس في تأليه الأبوين شرك بالله؟ ألم ينهنا الله عن اتباع الوالدين إن خالفت أوامِرهما أوامِره؟

هل سبق لك التواجد في محكمة؟ هل حاكموك يوما بأية تهمة؟ ألم يلقي رجال الشرطة القبض على أحد أقربائك يوما؟ أم أنك لم ترافقيه إلى المحكمة؟ ألا ترين أن المتهم يحتاج لمؤازرة الأهل والأقارب؟ من تظنين كان في مؤازرتي يومها؟ هل يخطر ببالك أن ثمة في هذا المجتمع من يجرؤ على مؤازرة ابن ضد أبيه؟ ماظنك بشخص وجد نفسه ذات يوم عدوا للجميع؟ أين الذين يرفعون أصواتهم بالعدل؟ متى تكون أفعالهم ومواقفهم مطابقة لأقوالهم؟ ألست على علم بما يحدث في هذه الأرض من فضائع؟ أم أنك عشت حياة طيبة جدا وهادئة؟

ألا ترين أن غالبية الإناث يصورن أنفسهن عكس حقيقتهن؟ لماذا تحاول الواحدة منهن أن تقنعك أنها عاشت في الجنة؟ ألا يجوز أنها خطة خبثية ولعينة؟ ألا يمكن أنها تفعل ذلك لكي تضع حاضرك المهزوز في مقارنة مع ماض مثالي؟ هل توافقينني في هذا الزعم؟ أم أنك تعتقدين أنني مريض بالشك؟ لماذا لا أشك فيك أنت أيضا؟ أليس من الوارد أن تكوني نصابة أو مجرد تافهة؟ ماذا لو أنك تفكرين عكس ما أفكر تماما؟ ماذا لو أنك تعتقدين أنه ليس من حق الرجل أن يشك في تصرفات زوجته؟ ألا يجوز أن ادعاءاتك هذه محض كذب؟ أم أنك تنفين وجود نساء مخادعات في هذا العالم ؟ ماذا تظنين؟ لماذا أنت صامتة؟ هل خططتِ لهذا أيضا؟ ألم تقولي مع نفسك سوف أتركه يعترف على نفسه بنفسه؟ ما الذي تخططين له؟ هل تفكرين بأنني أحمق؟ أليس في نظراتي لمعة جنون؟

أين كنتُ أنا بالأمس؟ في أية متاهة كنت؟ ومع من كنتُ بالضبط؟ هل راودتك مثل هذه الأسئلة بشأني؟ ما الذي يخطر ببالك حين تتصلين بي ولا أرد عليك؟ لماذا لاتخبرينني بما تظنينه وتعتقدينه؟ مابك تتظاهرين أنك مطمئنة؟ أم تراك تعلمين الغيب؟ هل سألت عني إحدى العرافات؟ أم اكتفيت بقراءة طالعك على صفحة الأبراج التافهة؟ ما الذي يخطر ببالك بالتحديد؟ أنني حزين هذه الأيام؟ ألم تتوقعي أن في حياتي أشياء كثيرة أخفيها عنك؟ أم أنك تؤجلين السؤال عنها إلى مابعد ارتباطنا؟ كيف تغامرين بالدخول في علاقة غير مضمونة؟ كيف لم يخطر ببالك أنني أفسر تلقائيتك تصنعا؟

ما الذي يمكنك قوله بشأن رجل عاش حياتا خرابا؟ هل تفهمين معنى أن تكون حياتك خرابا؟ وهل تشعرين بمدى قسوة الواقع حين لايحقق أحلامك؟ أم أنك من الذين يقولون أن كل الأمور بخير والحمد لله؟ هل أنت مع الفكرة التي تقول زعما أن الآمال العظيمة يمكن التنازل عنها؟ أم ترين الأحلام البسيطة وحدها تكفي؟ وهل تتحقق الأحلام على بساطتها؟ أية أحلام تحققت لك أنت؟ كيف خطر لك أن الوقوع في الحب حلم رائع إن تحقق؟

هل أنت ساذجة؟ ألاترين مانعيشه من ظلم واستعباد؟ ألا تسمعين مايقوله الناس؟ ألا تصدمين مما يكتبونه؟ أي أهداف يمكنها أن تتحقق لنا في هذا الزمن؟ مارأيك في السعادة؟ السعادة نسبية أم أنها وهم؟ أم هي كذبة شائعة؟ ما ظنك بمن يرى السعادة مرتبطة بالحرية؟ هل نحن أحرار؟ أين الحرية؟ أين الحرية؟ أين الكرامة؟ ماقيمة حرية بلا كرامة؟ وهل يمكن أن ندعي وجود كرامة بلاحرية؟

إلى أين نحن سائرون؟ هل تعرفين الجواب؟ أم أنك لاتبالين بمثل هذه الاسئلة؟ ألا تراودك الشكوك فيما نحن عليه؟ هل تصدقين الوعود؟ أم أنك ممن لايناقشون مايسمعونه؟ ما قيمة التاريخ؟ مانفع الفلسفة؟ وما الغرض من الكتابة؟ لماذا نكتب؟ لماذا أكتب لك هذه السطور؟ هل تقرئينها؟ ما الذي تلاحظين في هذا النص؟

لم لاتجيبين؟ مانفع القراءة؟ هل أنت معي؟

أم أنك غائبة؟

محمد الطايع


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى