من الرسالة المفقودة من ماري داي براون إلى فرانسيس هاربر - للشاعرة فيرونيكا غولس - ترجمة نزار سرطاوي

إلبا، نيويورك، شتاء 1850

عزيزي السيدة هاربر،

شكرًا لك على دولارك.
كنّا نأتي على آخر رغيف لدينا.
الجو جدُّ بارد – الأرض حديدية،
لا بد لي أن أطلب من الرجال
أن يسدوا إليّ معروفًا – أن يُقطّعوا الأخشاب.

تسألني في رسالتك عن
ما أومن به. أنت أول من يسألني عن ذلك.

أسمعُ ذوي القلوب الطيبة –
وأظنهم كذلك –
يقولون لنا إننا في أعماقنا
حقًّا متشابهون. قد يكون
من لُطفِ السيد غاريسون أن يقول ذلك –

لا أدري. في هذه المسألة
أصبحت قاسيةً بعض الشيء. متشابهون؟
كيف لهذا ان يكون؟ تجارُ العبيد
يكسبون القضايا وفقًا لقانون الهرب –

بينما نحن نُخَبّئُ الفارين
من سلطة ذلك القانون. أمام موقدي الصغير،
يُريني الهاربون ندوبَهم.
يقطعون مائةَ ميلٍ وأكثر مشيًا على الأقدام.
في الحرِّ والبرد. لقد رأيتُ
كيف خسر رجلٌ أصابعَ قدميه بِعَضّة صقيع؛
لكنّه ظلّ يمشي. إنهم مستعدون

أن يسعوا إلى الحرية بأيِّ
ثمن. من يقدر أن ينكر عليهم ذلك؟
ما نحمله وما نعرفه
هو ما يصنع كينونتنا، أليس كذلك؟

أتمنى لنفسي أن أحمل قلبًا أسود؛
لعلّي أرى ما يراه أولئك الذين
يحملون هذه العبودية على عواتقهم –
ليس من باب الشفقة – بل الثقة –
أعتقد أنهم يرون هذه البلاد على حقيقتها.

المخلصة: ماري داي براون

---------------------

ELBA, NEW YORK, WINTER, 1850
From the Lost Letter Mary Day Brown to Frances Harper
Veronica Golos



Dear Mrs. Harper,

Thank you for your dollar.
We were at our last loaf.
It is so cold—the ground is iron,
& I must ask favor
of the men to axe the wood.

In your letter, you inquire as to
what I believe. You are the first to ask.

I hear those of good heart,
& I believe they are,
tell us beneath our skin
we are but the same. It may be
polite of Mr. Garrison to say it so—

I do not know. In this Cause
I have become harsh. The same?
How could that be? The Slavers
win their Fugitive Law—

while we hide those who flee
its mandate. Before my meager fire,
runaways show me their scars.
A hundred miles and more they walk,
in cold and in heat. I have seen
a man's toes gone from frostbite;
and yet he walked. They will

go to Freedom whatever the
cost. Who would deny this?
What we bear, we have known,
that makes us, does it not?

I wish for myself to carry a Black heart;
to see as those who
bear this Slavery do—
not out of Pity—but Trust—
i believe they see this country True.

Yours, Mary Day Brown
----------------------
عن الشاعرة:
فيرونيكا غولس شاعرة أمريكية معاصرة كرست الكثير من اشعارها لمناهضة الحروب والدعوة إلى السلام والدفاع عن حقوق الإنسان. وتُعبّر غولس من خلال قصائدها عن تجاربها الفكرية والوجدانية. ويتميز شعرها بالبساطة والوضوح والحرارة والحيوية.

ولدت غولس في مدينة نيويورك، وفيها تلقت تعليمها المدرسي والجامعي. صدرت لها أربعة مجموعات شعرية، كان أولها ديوان جرس مدفون عميقاً(2003)، وقد فاز بجائزة نيكولاس روريتش السنوية للشعر، ويتحدث عن القصة التوراتية لسارة وهاجر، ويخوض في موضوع العِرق والتاريخ والاسترقاق والعبودية والحرية من خلال سلسلة من القصائد الغنائية. أما الديوان الثاني، مفردات الصمت (2011) فقد فاز بجائزة نيو مكسيكو للكتاب لعام 2011. وتتناول فيه الشاعرة الحرب على العراق وغزة وأفغانستان، حيث تسهب في وصف مأسي الحروب وبشاعتها وما تخلفه من المعاناة والموت والدمار. وقد تُرجمت العديد من قصائد هذا الديوان إلى اللغتين العربية والإيطالية.
الديوان الثالث للشاعرة فيرونيكا، أعمال السحر (2015)، يتعمق في مرحلة من مراحل التاريخ الأميركي، من خلال الحديث عن الحياة اليومية لزوجين من القرن التاسع عشر،هما جون وماري، كرّسا حياتهما للنضال من أجل تحرير العبيد، حيث ضحى جون بحياته من أجل تلك القضية. أما الديوان الرابع للشاعرة فيرونيكا بعنوان بنت (2019)، فقد كرسته للحديث عن أيام طفولتها. وقد قالت الشاعرة الأميركية كاسندرا كلِغهورن في تقريظها للديوان إن فيرونيكا "تقود القارىء إلى تقاطع طرقٍ من الذكريات والنبوءات وحكايا الجنيات والأساطير يتميز بالغرابة الشديدة". أما الشاعر نزار سرطاوي فقد وصف الديوان بأنه "عمل فنيّ يجمع بين الحنين والأسى والرمزية وجمال اللغة والتجريب والموسيقى والإيقاع الداخلي".

تتفاعل غولس مع الشعر العربي والثقافة العربية، ولها صداقات مع عدد من الشعراء والأدباء العرب. وقد أبدت اهتماماً خاصاً بالشعر الأردني المعاصر، حيث كتبت مقدمة لكتاب شعراء أردنيون معاصرون (2013) الذي ترجم فيه نزار سرطاوي قصائد مختارة لمجموعة من شاعرات وشعراء الاردن، كما كتبت مقدمة لقصيدة الشاعر صلاح أبو لاوي المطولة "تُبِلو" التي ترجمها نزار سرطاوي إلى الإنكليزية وصدرت في العدد الأول من سلسلة شعراء عرب معاصرون التي يصدرها نزار سرطاوي.

عملت غولس شاعرةً مقيمةً في عدد من المؤسسات الأكاديمية وقدمت محاضرات ودورات في تدريس الشعر والكتابة الإبداعية للأطفال والشباب. وتعمل حالياً في حقل التدريس، وتشارك في تحرير مجلة تاوس للشعر والفن العالمي، كما تعمل محررة لـ مجلة الدراسات النسوية في الدين.
  • Like
التفاعلات: نقوس المهدي

تعليقات

 
أعلى