أحمد رجب شلتوت - عيــــــون.. قصة قصيرة

عيون
أقصوصة: أحمد رجب شلتوت
تضيق بنظرات الرجل.
منذ دخولك المقهى وعيناه تتابعانك. لم يخف نظراته الفاضحة لفضوله، لكن إن التقت عيناكما تلجأ نظراته للفرار، يرميهن بين قدميك.
تفكر في توبيخه، تهم بأن تسأله في غضب عن سر تحديقه فيك، لكن كبر سنه والأسى الطافح من ملامحه يمنعانك، وإن لم يبددا ضيقك.
لكن نظراته لا تكف عن مطاردتك، تتعجل النادل، تزجره بعينيك، يبعد عينيه لثوان ثم يعيدهما إليك، يتركهما بين قدميك حتى تشرب شايك، يئز بداخلك السؤال: من هو؟
تهم بالخروج فينهض، يسبقك إلى الشارع وهو يخبط بالفرشاة الخشنة على صندوقه الخشبي، تتباطأ وتتركه يبتعد، تبحث عن بقايا نظراته بين قدميك علها تخبرك شيئا، ترى حذائك وقد غطته أتربة كثيفة، حينئذ فقط تدرك سر فضوله.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى