دنيا الشدادي - العنقاء امرأة..

بزاوية من زوايا الوجودِ
وفي غرفة العالم القاتمه
جلست افكّر خلف الجدار
وأغزل خيط انتظار النّهار
بلون طيور الكناري الصغار
أفكّر في محنتي العارمه.
جلست لكي أستعير الهدوءَ
وأشربَ فجرا كطعم الوضوء
وأنشدَ من أغنياتِ الحقولِ
أناشيدَ أوجاعِنا الواهمه.
وكنتُ بها أستعيرُ الحروفَ من الصّمتِ
من لوثةِ الأغنياتِ
وأُسْكِنُها شرفتي الغائمه.
وأرحلُ حينَ ارتحالِ النّوارسِ
أحملُ قيثارتي في الفضاءِ
أردّدُ أحلى شجونِ الشّجونِ
وأضحكُ كالطفلة الحالمه.
وأُقسِمُ إنّي برغم الهمومِ
برغم القساوة في كلّ شيءِ
برغم اشتعالي بحضن الأسى
سوف أبقى كرهبان بيت الإلهِ
على رغم أنف الأسى ..صائمه.
سأبقى لكي أستعيرَ الضّياءَ
وأرسمَ ألوان دفء الحياةِ
وأهرُبَ من صولجانِ الدّموعِ
وأهزأَ بالظُّلمةِ النّائمه.
سأرسُمُ طيراً بلونِ البراري
وأطلِقُه في الفضاء الفسيحْ
وأدعوه كي يستفزّ الجفونَ
ويرقصَ فوق فؤادي الجريح
سأدعوهُ عندي لكي يستريحَ
سأدعوه في اللحظةِ.. الحاسمه.
قضيتُ اللّيالي أداري الأنين
وأسبحُ في عالم الذّكريات
قضيتُ زمانا بوهمِ الحنين
ألملمُ نفسي كأنّي رفات
وأشربُ كأسي من الأمنيات
وأصمتُ كالقطّة الواجمه.
غدا يا صديقي..غدًا أستفيقُ
وأمحو همومي من الذّكريات
وأشربُ نخبَ انبعاث الحياة
وأرسُمُ أيّاميَ القادمه.
غدا سوف أمنح طيري السّجينْ
جناحين مثلَ امتداد مداهْ
وأعطيه صوتا كصوت الحمامِ
يغنّي ..يغنّي..فيأتِ الصّدى
ثمّ أخرج من وحدتي للوجودِ
وأرسمُ فوق شفاهي..شفاهاً
لتشرب من ضحكتي النّاعمه.
غدا سوف أخرج من وحدتي
وأغادر يا سيّدي وحشتي
وأنيرُ الظّلامَ، لأفتحَ بابا على غرفتي
صديقي..لنمحُ بقايا الرّحيل
ونرقَ إلى سلّم المستحيل
تعال نبعثرُ أوراقَ بوحٍ
ونوقظُ أحلامنا النّائمه.
إلامَ سنبقى بسجن المرايا؟
إلامَ سنبقى كأنّا ضحايا؟
تعالَ لننسى زمان الرّزايا
ونغسلَ أشلاءنا والشّظايا،
ونُغرقَ أوجاعنا العائمه
  • Like
التفاعلات: نزار حسين راشد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى