د. عيد صالح - العاشـق.. شعر

إل حلمي سالم


هل تخبرنا
كيف استل الشريان الآثم خنجره
وتخثر فى أوج المعراج
وكيف هوى العاشق من سدرته
وطوى أوراق صحيفته
للإصدار التالى
لست على ثقة
أن تلافيف الرأس تخلت عن فاتنة المترو
وهواء النافذة يبعثر خصلات الشعر
ويدفع مهووسين بعينها
تحت العجلات
كيف انقض الغول
يمزق خارطة الرأس
يطوحها بفضاء وحشى
يطرحها أرضا
يلقيها فى الغيهب والمجهول ..
رسول عناتيك الفائقة
يراوغ بالضغط الأسموزى
يشق الاخدود
ويطلق صفارات الإنذار
والعشاق استلوا من رهج المهج المذعورة
أحجبة ورقيات وتعاويذ
إيزيس تناور
وتشق بطون الوادى
تجمع نطفك وضحاياك
خلاياك المحمومة
والملغومة
تفتح بالكاد طريق هروب
عبر أنابيب المحلول / الأكسجين
تلافيف الرأس المعطوبة
لا تسمح بمرور الخونة والرجعيين اللقطاء
لا تسمح بمرور نحاة وجباة ورفاق وحداثيين
وأنت تصد الغارة
بالصدر العارى
والشريان المطعون
هل كان الموت خلاصا وملاذا
أم كان ضلوعا ونفاذا
للتجربة المستعصية الحية
كى ترجع من وعثائك
وعنائك
تطرح ما تطرح
عن جلطات المخ وتتأرجح
كالمصباح المقرور
تدور بأسئلة تتوالد كالسرطان
وتتكاثر كالفقراء
محطات المترو
لا تخلو من معتوه أو متسول
لا يعرف من أمر الشاعر شيئا
لا يتظاهر أو يهتف
ضد الحرب وضد الزيف وضد اليأس
لكن فى لحظة طيش
أو هاتف
قد يوقف جيشا
بمسدس طفل
ويهدد أحشاء مدينته المترهلة الشرسة
بكرات قماش رث
وزجاجة بنزين
ليست جلطات المخ إذا
ليس " التاجى المذبوح "
ولا " سرطان الروح "
ليس القىء الدموى
فى " لغة الآى .. آى "
ولا " السيمينوما "
فى سفر ألف ريال
شىء ما
مجهول / معلوم
عبثى / غيبى / محتوم
" أنت هنا .. والآن "
فقط
لا تختر موتا آخر
بل شق طريقك لحياة أخرى
وتخير من كل نسائك
من تقدر
أن تستخرج دمك المتخثر
وتنقيه
من طينك وشياطينك
تغسلك بماء الكوثر
وتدثرك كطفل عريان رائع
يخرج من رحم الكون الساحر
* فى 1 ، 2 ، 3 ، 4 ، إشارة إلى موت صلاح عبد الصبور وأروى صالح وإبراهيم فهمى وخالد عبد المنعم وفتحى عامر ويوسف إدريس وأمل دنفل
* القصيدة تتماس وتتناص مع قصيدة فاطمة ناعوت ضرورة أن تكون النهايات حاسمة


نشرت في أدب ونقد عام 2006 وفي ديوان رحيق الهباء 2010



L’image contient peut-être : 1 personne, lunettes et costume

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى