المصطفى المحبوب - كل مساء أضغط على أضراسي

كل مساء أضغط على أضراسي
أقضم أظافري بشدة دون أن أخبر
شعراء الحي بفشلي في تحضير وجبة فرح ..

أعرف أنهم أضاعوا قصائد هذا العيد
وينتظرون قدوم صيف بقبلات أكثر رحابة..
أما أنا فمازلت
لم أعرف كيف أنهي كلامي مع جوع تحدثه
بلادة قصيدة ترفض مغادرة جيبي ..


كلما استيقظت لأسأل أصدقائي
عن هذه الأشعار التي تعاكسني ليلا..
يستهزئون بتنبؤاتي ويتهمونني بالتواطؤ
مع لصوص وناشرين بجيوب كثيرة ..

أعود وأكرر نفس الكلام
أن أمورا كثيرة تحدث بين المساء والصباح..

أغاني تلقي بنفسها خارج الفنادق والحانات..
قبلات تتودد لماسح أحذية يركن عربته بجانب حانة ..
عناقات خيبة ترفض إقراضي رواتبَ
موتى لم يسعفهم الحظ لشراء لفافة تبغ
ومسحوق تنظيف..
أوقات نظافة أصبحت شبيهة بألغام
تعترض وجباتي المكدسة وجوارب تفضل
المبيت بالشارع ..
نصوص تشعرني بأني لست نفس الشخص الذي
قابلها أمام باب حديقة ...

أنا الآن أعود لنفس الكلام
أشعر بأني أتعرق وأنا أحاول إقناع
زجاجات خمري أن تلين حلق الليل والألم
وتقنعه بأن الفرح قد يحدث بلا مبررات
أما الألم
فيظل
مُلثما
بأقنعة
ربما يصنعها الأعداء ..
و يتعرف
عليها
من
يستسلم
لوجبات الألم ..

المصطفى المحبوب..
المغرب..
  • Like
التفاعلات: جوهر فتّاحي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى