عبدالاله مهداد - البرزخ.. شعر

ضاقتْ بِكَ أرضٌ رحُبَتْ للأمواجِ الهوجاءِ إذا ماجَتْ في الوطنِ الآمنِ هيَّجتِ القلبَ المتدلِّي من نخلةِ هذا الجسدِ الضامرِ بالزلاتِ، المتعثكلِ كالحجرِ النابتِ منْ نهرٍ، يترقرقُ من أفواهِ الذكرى...

ما عادَ الطيرُ القادمُ من أقصى شرقِ المنفى يعرفُ جثتكَ المنسِيَّة في مقهىً لا يسَعُ الأجنحة المفروشة للشهداءِ على عتباتِ الشعرِ...
بكيتَ وغنيتَ مرارا ما ألقاهُ الغاوونَ على سُرُجِ المدنُ الثكلى...
وركبتَ حصانكَ منْ غيْرِ السِّرْجِ
فأسقطكَ الوحيُ المتفجِّرُ من بئرٍ قتلتْ سيدها ظمأ ً
الخيلٌ بلادٌ
وبلادُ الله سديمٌ
مذ أفردتُ جناحَ الروحِ
نسيتُ الصلصال العالق في رئَتي
وقطفتُ الأنثى الأولى
من بستانِ التفاحِ الأزرقِ
ثمَّ مضيتُ وحيداً
لم أبصرْ خلفي
لم أركبْ خيلَ الله
فضاقتْ أرضي
مذ ودَّعَ أهلكَ آخر من عبرو وَجَعَ الصحراءِ
وهمْ يشكونَ غلاءَ الليلِ
طواحينَ الويْلِ
وحينَ احترقَ الشاعر فيهمْ
لم يُحْدِثْ خللٌ في إيقاع النايْ.
كنتُ الراوي
والقاتِل
والمقتولْ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى