نبيلة غنيم - تصفيق حاد.. قصة قصيرة

يعقد أصحاب المعاشات بالمقهى اجتماعا إثر سماعهم أكثر من حادثة في المجتمع، يحققون فيما حدث من تغيرات مجتمعية وكيف صار المجتمع يصفق للبذاءة بدلا من احتقارها؟!

يقول أحدهم: أتعجب، كيف نربي أولادنا على القبح ، وكيف تكاتف المجتمع كله على تلويث سمعهم وبصرهم بأفلام المقاولات وأغانى المهرجانات وارتداء الملابس الممزقة، وتقليعات الشعر التى تجعلهم كشياطين مردة، يضرب كفا بكف ويقول: ساد القبح في كل شئ.

ويقول الثاني: في حضوري لإحدى الأمسيات الثقافية، رحب رئيس الجلسة بالحضور ودارت الأمسية بشكل لا بأس به، وفي النهاية اختتم رئيس الجلسة: " بأن لا بد أن نختم اليوم سريعا فاليوم "خميس" وأنتم تدرون ما يوم الخميس"

ضحك الريس ودوَّت نوبه من الضحك في القاعة، قام أحد الشباب يسأل في أمر ما ، فسأله الريس: "هو انت مش متجوز"؟، قال الشاب في خجل: "خاطب".

قال الريس: عشان كده مش مستعجل، لأن أخرك بوسه".

صارت زوبعة من التصفيق الحاد والضحك غير المسوغ.

يقول الثالث:اليوم قرأتُ خبراً في الجريدة يقول : أستاذ جامعة إثناء مشادة كلامية بينه وبين طالبه تطاولت عليه، وقالت له "هوريك" فرد عليها: " "ابقي وريني بره عشان مينفعش توريني أمام الطلبة". فدوى التصفيق من الطلبة وصارت نفس زوبعة الضحك!!

يعلق الأول فيقول: عندما يستخدم القائمين علي أمورنا الألفاظ الخارجة ويقومون بإيحاءات غير مهذبة، ويصفق الجمهور لهم تصفيقا حاداً ، فهنا تسكن الكارثة ، يسقط الجميع في وحل البذاءة.

يتساءل الثاني: ماذا حل بمجتمعنا؟؟ وأين منهم قانون العيب الذي كان يُصاغ في بيوتنا، تغزله الأمهات ثيابا، ويُلبسنا إياه الآباء ؟؟

لقد تفشت ألفاظاً بين البنين والبنات معاً لا يعتبرونها عيباً وهي في قمة البذاءة!!

قال رابع في هدوء: إلي مَنْ سنوجه اتهام هدم البنية الأخلاقية والقيمية لو طرحنا هذه القضية؟؟

سكت قليلا ثم تنهد تنهيدة حارة: رحم الله الرئيس السادات الذي فطن إلي ما سيصير عليه مجتمعنا، فأصدر في بداية عام 1980، قانون "حماية القيم من العيب".

مصمص كبير معاشات المقهى شفتيه وقال: تم إلغاء هذا القانون عام 2007من قِبل المدعي العام الاشتراكي، خلال التعديلات الدستورية .

تعليقات

أعلى