البروفيسور عادل الأسطة - الست كورونا : إغلاق عابر ( ٤ )

ازدادت أعداد المصابين فقلت أيام الإغلاق واقتصرت على يومين يقيدان حركة السكان ، وظلت المساجد والصالات العامة والمقاهي والنوادي مغلقة إلى أمد .
أمس لم أخرج من البيت إلا في الثامنة مساء ، فقد بقيت أراقب العمال الذين واصلوا " زفزفة " واجهتين من واجهات عمارة العائلة التي أقيم فيها ، وقد رأى ابن أخي أن يكتب على مدخلها عبارة " مملكة آل الاسطة " فحمدت الله أن شقتي لها مدخل خاص .
مملكة " آل الاسطة " ولقد ابتسمت كثيرا ، علما بأن أبي منذ كان شابا في يافا كان يلقب ب " الملك " وكأن أبي شابا وسيما وله - رحمه الله - صديقات يهوديات تغنين به ولم يتغن بهن - خلافا لمحمود درويش - وغالبا ما كان يردد أغاني عبرية تغنيها فتاة .
أمس استغللت الإغلاق الشامل لأنظف ، ما استطعت ، بقايا علقت بالدرج والساحة وتناولت بقايا طعام بائت ، وأدركت أن السلطة الفلسطينية التي أنشأت صندوق " وقفة عز " لمساعدة المتضررين من سياسة الإغلاق قررت مبلغ ال ٧٠٠ شيكل بعد دراسة عميقة تهدف فيما تهدف إليه تعليم الناس الاقتصاد في العيش ؛ لأن الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة ، وهذا لا ينطبق على المسؤولين الكبار وأبنائهم فلكي يفكروا جيدا يجب أن " يتبحبحوا " أكثر من اللازم .
المقبلون على الزواج ما زالوا يخوضون في أمر زواجهم ويتساءلون عن فرحة العمر ومكان الاحتفال وتكاليف القاعة ، ويشكون من ارتفاع أجرة القاعات وما شابه .
من المؤكد أن مشهد الكمامات سيكون اليوم لافتا أكثر . إنه زمن الكمامات وإغلاق الصالات والقاعات والمتنزهات والمساجد - في أوروبا والعالم المسيحي تبدو الكنائس غالبا تصفر فيها الريح - وزمن منع التجمعات العامة .
صديقي أبو حسين طلب مني قبل ثلاثة أيام أن أعلمه إن تم عقد ندوات ثقافية حتى يحضر إليها .
آخر مؤتمر شاركت فيهما عقد في تشرين الثاني ٢٠١٩ ، وكان يفترض أن أشارك في آذار ٢٠٢٠ في مؤتمر جامعة الزيتونة ، وآخر ندوة تحدثت فيها كانت في شباط ٢٠٢٠ حيث تحدثت لأول مرة في متحف محمود درويش منذ تأسيسه ، وغالبا ما يكون الحضور بالمئات - دقوا على الخشب - ولذلك أعدهم على أصابع يدي وقد أحتاج إلى يد من يقدمني .
" موجة ومرت " يمكن القول عن إغلاق الكورونا الأخير .
صباح الخير
خربشات
٢٣ حزيران ٢٠٢٠



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى