إبراهيم محمود - شرفة " نبيل سليمان"

لنبيل سليمان الكاتب والروائي والصديق


من شرفة البيت الضحوك
يعجُّ ورد بالسكينة
والصباح يصافح الوجه المحلّق في الخيالْ
واللاذقية تستحيل بساط ريح في الجوار الطلْق
يأخذها الدلال
والبحر يسنده ، ويرفده بلا حساب والهاً
هي موجة في ظل أخرى
حيث تغمره الظلال
من تحت شرفته يغامر شارع
كي يقتفي أثراً له
ويرمح كالهوى في الروح
يمثُل كالجلال
له في الرواية ما يشد إلى الرواية
في الحياة
وما يشد إلى الحياة
مع الرواية
صحوة السلوي تسمّيه
ويتبعه الزلال
إذ تخرج " البودي " إليه
إذ تنحني البودي عليه
حباً ومكرمة إذا ما غادر البيت المعزَّز بالنهار
إلى منابع وجده
كتباً تشد خطاه في المجهول
والمجهول طوع رؤاه
يعني أن تعال
من شرفة المعنى العتيق إلى الطريق
من الطريق إلى الحريق
وفي الحريق مع الرحيق
من السهول إلى التلال
إلى الجبال
في أفقه العالي
يقرُّ له مدى باللاتناهي
تلك قهوته التي تمتد نكهتها
يقول البحر : ما هذا رويدك يا نبيل؟
يشد عمقاً غير معهود إليه
ثم يأتلق السؤال
لنبيل أكثر من جهةْ
هي تحفة عمرٌ يسافر في الهواء الطلق
حيث الأبَّهةْ
أو حيث يصعد وجهه في الرؤى
أو حين يفسح في المجال
لنبيل عمرٌ في المدى المجدي يقيمُ
يهيم روحاً
أو يجنُّ لوناً غير مسبوق
في متاهات الجمال
لنبيل عنوان
علامته الكتاب
وليس في يده سوى مصادقة العدمْ
ليهز في بنيانه الضاري الأصم
ما يستفيق على هواه من الوجود
وكي يهيب بحرفه كي يغتدي
ما يشتهيه غدٌ
ويمضي في الفضاء الرحب
فوق الاحتمال
من شرفة البيت الذي ألفتْ ملامحُه الجهات
وقد تراءى في محياه الحضور الجمّ
أبعد في مسرّات الكتابة
أو ملذّات الرواية
حيث مأثرة الوصال
سبعون والطفل المولَّع بالطلاقة
لم يزل
يأتي إليه ما استطاع إليه من سبل الصعود إلى الحياة
تقول طلته المزيد من المهفهف بالغرابة
والإقامة في السؤال
من شرفة الكلمات أو
في شرفة الكلمات كان لقاؤنا
من لوعة الآتي استنار طريقنا
هي فسحة للقول تعبُر ساحة اليوميّ
إذ تعرّش في الكتابة
أو تعايَن في المقال
أمضي إليه وبي سؤال دائم
عن آخر الأخبار والأحوال
كي يحلو الكلام
وكي أشد على السؤال
وحينها
في الحال تنعدم المسافة
إذ أراه بأم عيني
وهو يسبح في السكينة
حينها
أمضي إلى نفسي وأتركه
يعمّر آية المعنى
ويمتشق المحال


====
دهوك
ملاحظة: البودي: قرية الكاتب والرواية الصديق نبيل سليمان في ريف اللاذقية، وهي جميلة جداً بطبيعتها .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى