عبدالله البردوني - إلا أنا وبلادي

تسلياتي كموجعاتي ، وزادي = مثل جوعي ، وهجعتي كسهادي
وكؤوسي مريرة مثل صحوي = واجتماعي بإخوتي كانفرادي
والصداقات كالعداوت تؤذي = فسواء من تصطفي أو تعادي
إن داري كغربتي في المنافي = واحتراقي كذكريات رمادي
يا بلادي ! التي يقولون عنها : = منك ناري ولي دخانُ اتّقادي
ذاك حظّي لأن أمي (سعود) = وأبي (مرشد) وخالي (قمادي)
أو لأنّي أطعمت أولاد جاري = ورفاقي دفاتري ومدادي
أو لأنّي دفعت عن طهر أختي = وبناتي مكرَ الذئاب العوادي
أو لأنّي زعمت أن لديهم = لي حقوقا من قبل حق (ابن هادي)

***
يا بلادي هذي الرّبى والسواقي = في ضلوعي تنهّدات شوادي
إنما من أنا وليس بكفي = مدفع والتراب بعض امتدادي !
ربما كنت فارسا لست أدري = قبل بدء المجال مات جوادي
العصافير في عروقي جياع = والدّوالي والقمح في كلّ وادي
في حقولي ما في سواها ولكن = باعت الأرض في شراء السماد

***
يا ندى … يا حنان أم الدوالي = وبرغمي يجيب من لا أنادي !!
هذه كلّها بلادي … وفيها = كل شيء … إلاّ أنا وبلادي !!
أعلى