د. مصطفى الشليح - المُلَثَّمُونَ..

تلثّمَ
لا يدري إذا كانَ يُسفرُ
وكيفَ، إذا يدْري، السَّتائرُ تُؤثِرُ
تلعثَمَ
حتَّى لا مقالةُ صاعدٍ
إلى حرفِه، أو نازل حيثُ يُسفِرُ
تكتَّمَ
أخْذًا ما التَّردُّدُ يَرتوي
من اليدِ سُؤلا، والتَّردُّدُ مُقْفِرُ
وكانَ حَثا
غيمًا تأثَّمَ لا يني
قيامًا، سوى أنَّ الغرابةَ تُمطرُ
على حذر
إلا جَثا، فكأنّه
إذا أسفرَ المعنى تلثَّمَ مُخبِرُ
على نُذُر
ملفوفةٍ بسُؤالها
تلملمَ منها شاذرٌ ىَخفَّ يُنذرُ
تململَ
محمولا بإثفيةٍ بدا
إليها فألفى حاملا لا يُحوِّرُ
وحَارَ
كأنَّ الوقتَ شدَّ وثاقَه
فمالَ كأنْ وقتٌ لقيدٍ يُؤخِّرُ
تقدَّمَ
مذهولا لعلَّ استراقَه
سماءً يمدُّ الرَّائياتِ تُصوِّرُ
على قدر
أسرارُه بينَ واقفٍ
على بحره أوْ لاقفٍ ما يُبَذِّرُ
ألا بحرَ؟
تاريخٌ يندُّ بقاطفٍ
مراكبَه شبَّتْ بموج تُجرِّرُ
تُدِرُّ
على ريح التَّوفُّز
روحَها
أمازيغُها أسفارُها وتُذَرِّرُ
يُسافرُ
جسرًا للعبور نداؤُها
بأيِّ مراياهُ العبورُ يُجَسِّرُ ؟
تجاسَرَ ماءٌ
ليسَ ماءً يقينُه
فأوشكَ مُنآدًا بظلٍّ يُسوِّرُ
وكادَ وما إِنْ كادَ
لولا بعينِهِ قذًى كلَّما
راءَ الملثَّمَ يُدْبِرُ
تلثَّمَ
تاريخًا توسَّمَ لحظةً
إذا ما انتمى والنَّازلاتُ تُقرِّرُ
تكتّمَ
لا يألو انتباهًا بوثبةٍ
ولمتونةٌ تتلو الكتابَ يُبشِّرُ
تسيلُ
كأنَّ النَّقعَ أولُه هُنا
وآخرُهُ مِنْ لا هُناكَ يُحَذِّرُ
فلا عُدوتان
الآنَ إلا كتابةٌ، وإلا يدٌ للكَرم
أيّانَ يُسْكِرُ
وإلا يدُ التّاريخ
تذكرةً بما ترنّمَ حادٍ
أَوْ تعلَّمَ مُنْكِرُ
ترسَّمَ
أحوالًا وضمَّ مقامَه إليه
فلا خطوٌ تأثَّمَ يكسِرُ
وهَمَّ بمحْو،
أَوْ تثلّمَ محوُه بِسُكْرٍ
فأدناهُ فقامَ يُكَوثِرُ
ولمَّا أقامَ النّهرَ
جاذبَه ونًى، وناهبَه سرًّا
لعلَّ يُجوهرُ
لعلَّ أويقاتٍ تلثَّمَ
بعضُها كأنْ بعضُه عارٍ
وأنَّى تُدثِّرُ؟
ولكنِّه كلٌّ .. بأندلس رأتْ
مغاربةً للبَحر بالبحر يهدرُ
" كأنَّ يدَ البحر انفلاتُ أجنَّةٍ من الزَّبَدِ الغافي تلثَّمَ يُنذرُ. تَرجُّ سؤالَ الأرض، ثمَّ، تقيَّةً تُسِرُّ فراشاتِ إليكَ وتُظهِرُ؛ أبالأرض مشَّاءٌ تأوَّبَ حالُه أم الأرضُ للمشَّاء آلٌ يُسَوِّرُ ؟ مباذلُ تعروها كأنَّ عصابةً بإمرتها دارتْ وإلا ستخسِرُ؛ ولكنّها أرضٌ تدورُ بأمره إذا قَائلٌ إنَّ المنازلَ تأسر،ُ ولكنَّه بحرٌ إذا فاضَ سِفرُه أماطَ لثامًا ما كتابُكَ يُسفِرُ: أفسِّرُ لي كلَّ الحكايةِ ربَّما غزالُ تآويل يفرُّ يُفسِّرُ، وأنكرُ ما فسَّرتُ، ثمَّ أردُّهُ على شاعر إمَّا قوافيه تهذرُ، وتنفُرُ حدسًا قابسًا أدواتِه لتنقرَ معْناهُ بما كادَ يعصِرُ. تلثَّمَ بالرُّؤيا، فرفَّتْ إشارةٌ لترفُ جباهَ العُمْر إنَّكَ مُسْفرُ."
وقيلَ:
كأنْ بحرٌ يعمُّ زئيرُه
كأنْ غابةٌ سحريَّةٌ حيثُ تُقبِرُ
كأنْ شجرٌ
سار إلى خلواتِه
يُحدِّثُ أسفارًا، وكانَ يقتِّرُ
كأنْ لغزُه
مبذولُه لصفاتِه
ومجهولُه قيدَ البيان يؤسطِرُ
كأنْ وثباتٌ
لا تهزُّ جهاتِه وَإِنْ
جاذبتْ بُعدًا وكادَ يُسطِّرُ
كأنْ
غابةٌ مكنيَّةٌ بغريبِها
تغيمُ سماءً للوباءِ تُقدِّرُ
تنفَّسَ
حتَّى لا هواءَ يعلُّهُ
فقيلتْ به أرضٌ: أكنتُ أحذِّرُ؟
وقيلَ له:
بعدًا إذا نزوانُه عتا ظلُّه
للعادياتِ يُقطِّرُ
وجاسَ بأرض كلِّها
وكأنَّها إليه
يداهُ والهوى مُتشذِّرُ
تلمَّسَ يُمناهُ فشُلَّ يقينُها
وجيءَ به حتّى تمثٌلَ يُعسِرُ
وحتَّى توارى شكلُه
بقناعِه فقيلَ:
ألا وجهٌ إذا أنت تحسِرُ
تلثَّمَ منَّا
مغربيٌّ مُرابطٌ
وحكَّمَ باليُمنى، وقامَ يُخبِّرُ
تأبَّطَ
رملَ البيدِ خاطَ إيابَه
ذهابًا، وجلبابٌ به مُتسَوِّرُ
وخطَّ
حيالَ النَّائِباتِ كلامَه
وتاريخُه تاريخُه مُتجَوْهرُ
كأنْ طارقٌ إذْ جذوةٌ عربيَّةٌ = أمازيغُها وثبٌ ببحر يُشمِّرُ
أشارَ فأدناهُ هنالكَ يوسفٌ = إليه وأملى: هلْ تلثَّمَ مُدبرُ؟




L’image contient peut-être : une personne ou plus

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى