البروفيسور عادل الأسطة - الست كورونا : الكمامة والقمامة ( ٧ )

لا جديد تقريبا في الحياة اليومية . هلع وقلق وخوف وشكوى من أوضاع اقتصادية سيئة تفتق الذهن عن سلوكات عجيبة غريبة ، قد يكون الاحتيال واحدا منها.
في يومية سابقة توقفت أمام شريط فيديو يري شابا يتظاهر أنه يبيع الكمامات يوقف جيبا فيه رجلان تبدو النعمة عليهما ، ويعرض الشاب عليهما الكمامات ، وتكون مرشوشة بمادة مخدرة ، فما إن يضعها الرجلان على الفم والأنف حتى يتخدرا ويسلبهما الشاب جهازين ، ويولي هاربا .
بيع الكمامات في السوق صار ظاهرة وأمس رأيت رجلا كبيرا يعرضها ملقاة على الأرض فوق كرتونة وينادي لتسويقها ، وشوارعنا نظيفة جدا جدا .
في المساء أرسل إلي الصديق Shafiq Yasin رسالة تروي قصة طريفة جدا ، ومحزنة جدا أيضا ، عما يفعله أحد سائقي العمومي بين طولكرم ورام الله .
السائق حريص على جيب ركابه ولا يريد أن يخالفهم الإسرائيليون ب ٥٠٠ شيكل وهم في الطريق ، ولهذا اشترى عددا من الكمامات ليزود بها ركابه الذين لم يرتدوا كمامة أو نسوها.
أحد الركاب قدر ما يقوم به السائق وأكبره ومدح الأخلاق الحميدة الإنسانية له ، وظل السائق كبيرا في نظر الراكب إلى أن وصل إلى رام الله .
ما إن هم الركاب بالنزول من الحافلة حتى جمع السائق الكمامات من الركاب ورتبها ليستخدمها ثانية فيعطيها ركابا آخرين ، ما أرعب الراكب وجعله يشعر بالخوف ، فكم راكب من قبل استخدم الكمامة ؟ وما الأمراض التي يمكن أن تنتقل إلى من يضع كمامة مستخدمة ؟
هل كان هذا السائق قرأ كتاب " البخلاء " للجاحظ وتوقف أمام قصة الشيخ وتفننه في استخدام المياه نفسها عدة استخدامات أولها الاستحمام بها وآخرها سقيها لحماره .
لا تعرف أنك من المبذرين إلا حين تسمع أخبار الصالحين ، والسائق واحد من الصالحين ، وربما ترك الحجر الصحي ، لمدة شهرين ، تأثيره عليه .
المزاج معكر والست كورونا تترك تأثيرها على سلوكنا وتصرفاتنا وتدفعنا إلى التفنن في الاحتيال والكسب والتكسب والاستكساب وآية المنافق ثلاث ... والبقية عندكم .
صباح الخير
خربشات
٢٦ حزيران ٢٠٢٠


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى