د. بشير الأصيبعي - العري عند الاوروبيين..

ان من شب على شئ شاب عليه. وان من تربى بشئ لابد له من ان يرجع له. وان الطبع يغلب التطبع. وان حقيقة الانسان تكمن في قناعاته الداخلية وما كسبه من تجارب الحياة.

وان الثقافات الاوروبية والحضاراة القديمة في الشرق الاوسط والعالم باسره, قد تعودت اشياء لا زلنا نراها مجسمة تحكي لنا معتقداة من عاش قبلنا في التاريخ, وعمُّّّر الارض وترك بصماته على صخورها الصامتة, التى نستنطقها تعبيرا وعلما وفهما لما جرى. فلا زلنا نرى التماثيل العارية السؤتين في متاحفنا العربية والعالمية.

فالعري عند الغرب يضرب بجذوره الى عهد الفنيقيين والرومان والعهود التى والتها الى يومنا هذا. وقد جاءت الاديان السماوية باوامر التزين عند المعابد ولبس الثوب الطويل والمحتشم للمراة وستر العورة للرجل . وان الغرب لا زال على عهد ابائه ورائديه من البياطرة والحكام. حيث نجد ان الرومان قد صوروا نساءهم عاريات وجسموهمن. ولازلنا نراهم في المتاحف العربية والعالمية والصور المنقوشة على الصخور. والى الان نجد ان مدرسة الفنون الجميلة في الغرب تؤجر امرأة جميله وتدفع لها مبلغ مالى بالساعة وتوفر لها كل سبل الراحة والتدفئة اللازمة من اجل طلبة الفن ان يرسموها ويستنسخوا منها نسحة وهي عارية سوى قطعة قماش على فتحت مهبلها.

وكتلك المضيفة الانجليزية التي وجدت في نفسها ان ترمي ملابسها وتطوف حول الطائرة في ارض المطار عارية ليس عليها شئ ولا على العورتين او النهدين. وتناقلتها الاخبار على انه امر عادي وليس فيه اي شئ غير طبيعي. وكالرجال الذين خرجوا من المباراة وارادوا ان يستحموا عاريين العورتين ويتحدثون بعضهم بعضا ومن يلبس بينهم ما يستر به عورتيه يعيرونه بانه ليس له ذكر. وقد ذكر احد اللاعبين العرب انه ترك التمارين الرياضية لكرة القدم بسبب انهم يستحمون جماعة وهم عراة وراي في ذلك اتنقاصا من خصوصيته. وكما هو معتاد في المسابح بعد انهاء السباحة يدخل الرجل الى الدش ويستحم وبجنبه الرجال الاخرين عراة تماما.

ان بنات الغرب يرين في اجسادهن وما اعطاهن الله من جمال وهبات طبيعية شئ يدعو الى الاعتبار والتعجب ويحببن ان يراه العالم كله. وقد يكن احرارا في ان يشاركن العالم ميزاة اجسادهن. ولكن لماذا الغرب والشرق وبعض حكام العرب يحاربون من يريد ان يلتزم بالحجاب وستر العورة ومن يرى ان في هذا زينة لهم بدلا من العري. ثم ان بنات الغرب بحريتهن اللاتي ابتدعنها قد وجدن انفسهن ضعيفات امام الحجاب وزينة الحجاب وما ياتي به من عفة وصون للمراة من الزلل. وان المدارس الاوروبية تعج في الفصول بالبنات المسلمات المتحجبات اكثر من العاريات. وقد يرى العلمانيون في ذلك حدا لحرية العاريات ولكن بنانتنا المسلمات لم يجرئن بان يحددن من حرية العاريات. وهنا نتساءل عن ما الذي يمنع البنات العاريات من الاستمرار في عريهن وترك البنات المتحجبات في حجابهن كما شئن واردن؟. هل لبس البنت المسلمة الحجاب دعوة قوية تؤثر في نفوس البنات الاخريات فيدخلن الاسلام ام ماذا؟ واذا كان كذلك فلما لا يدخلن الاسلام كما تنص القوانين بالحرية الشخصية المعروفة واعتناق الدين في العالم. ولهذا نرى هزيمة العري امام الحجاب ونظرية الاسلام. ومتى كان الاسلام محصورا في لباس الحجاب وهو الدين الذي يحرك العقائد ويسن القوانين ويعطى فرص الحياة ويزين حياة المرأ ويجعلها تعيش لغرض مقدس. ثم ان الاسلام بما نسب له من عيوب نجد ان من لم يؤمن به يهاجمه من اماكن تعتبر في الغرب حرية شخصية مقدسة تختص بالشخص وليس لاحد من السلطة له الحق بان ياخذها منه. فمثلا الهيبي والسكنهييدز الذين انفردوا باسلوب حياة ومنظر خاص وتصرفات غوغائية تقلق المجتمع لا زالوا يجوبون الشوارع ولا احدا من الحكومة يتعرض لهم. ولكن بنات المسلمين في التحصيل والدرس والعلو والعلم يحد من حريتهن الشخصية ويطالبن بخلع الحجاب. وللانصاف فان في الغرب كانت المراة لا ترى الرجال الاجانب الا عند ما تلبس الشول وهو عبارة عن شال نسائي تضعه المراة على راسها وكتفيها. وكان عندهم من العيب اذا كشف ذلك منها. وكان هذا في اوائل القرن العشرين في الثلاثينيات وما بعدها. حوالى اكثر من سبعين سنة مضت.

فالبلدان العربية ترى ان الحجاب تاخرا وشيأ من القدم. ولهذا لا نلوم الغرب قبل ان نلوم الحرية الشخصية في العالم العربي فكما تكون للمرأة الحرية في اللباس فلها الكرية في غطاء الراس ام لا ” اذا كان رب البيت بالطبل ضاربا فلا تلم على الصبيان بالرقص فيه”. ان الحجاب ليس علامة للتاخر وانما هو علامة للعفة وكيف تكون المسلمة عفيفة وتتسامى عن بنات العري اللاواتي يتبرجن بكل زينة في ملابس لا تستطيع ان تقول عنها الا ملابس النوم عند خلوها بزوجها.

_______________________________

ملحوظة : حديثنا عن الحجاب وليس النقاب فان النقاب ليس فرضا باجماع العلماء وقد اختلف في وجوبه بعضهم. ولكن الاية القرانية التي تنص على النقاب اتت مخاطبة نساء النبي فقط .




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى