البروفيسور عادل الأسطة - الست كورونا: حوارات عابرة بين السواقين ( ٨ ) :

في الصباح عرفت من رسالة ، عبر الماسنجر ، أنه لم يسمح لفلسطينيي المناطق المحتلة في العام ١٩٤٨ من الدخول إلى نابلس بسبب اكتشاف إصابات جديدة ، في المدينة ، بالكورونا ، وفلسطينيو تلك المناطق يحبون نابلس وسكانها وأسواقها وينعشون بقدومهم اقتصادها ، والطريف هو أن بعض سكان نابلس يحبون التسوق من " المولات / الكينيكوم " الإسرائيلية ، وكانوا قبل سنوات في رمضان يحبون التسوق من " مول " ( رامي ليفي ) القريب من القدس ، ورامي هذا تربطه علاقات صداقة ببرجوازيين فلسطينيين وهو يحب شهر رمضان دون غيره من الشهور ، لأن مبيعاته فيه تزداد . كما لو أن كل غريب حلو ، وغالبا ما تكون هذه العبارة ملغومة .
منع فلسطينيو فلسطين من الدخول بحافلتهم / بباصهم ، فمشوا على أقدامهم لتقلهم سيارات الأجرة / التكسي . إن طردتمونا من الباب ندخل من الشباك ، ولا بد من الكنافة النابلسية وبخاصة حلويات الأقصى .
في الثانية ظهرا ، وأنا في التكسي ، شكا السائق من ضعف الحركة ، وتبادل حديثا عابرا مع سائق آخر اشتكى هو أيضا من الشيء نفسه ، وعزوا السبب إلى اكتشاف إصابات جديدة ، فأحد السائقين مصاب وأسرته أيضا مثله ، وثمة سائق ثالث من مخيم بلاطة شارك في الحوار وقال إنه منذ الصباح لم يقل ركابا واقتصرت حركته على أهل بيته . الكورونا في بلاطة ودير الحطب .
الخضار والفواكه تملأ الأسواق والعنب والمانجا يدعو منظرهما الزبائن قائلا ومناديا الزبون أن أقبل ونقد البائع الثمن .
منذ يومين اكتشفت حالة في المستشفى الوطني ، المنشأ منذ زمن الانتداب البريطاني ، فتم إغلاقه ، إلى حين ، وتم تعقيمه ، وحين مررت أمس بالقرب منه لاحظت البوابة مغلقة .
هل دخلت الضفة الغربية المرحلة الثانية من الكورونا ؛ المرحلة الخطيرة وكان السبب اتباع سياسة القطيع والتقليل من التشديدات ؟
يبدو أن الناس ميالون إلى اتباع سياسة القطيع يحدوهم شعار :
" مشيناها خطى كتبت علينا
ومن كتبت عليه خطى مشاها
ومن كانت منيته بأرض
فليس يموت في أرض سواها "
ويبدو أنهم يحورون ويبدلون في البيتين :

" مشيناها كورونا كتبت علينا
ومن كتبت عليه كورونا مشاها

ومن كانت منيته بكورونا
فليس يموت بمرض سواها " .
أنا شحصيا أفطرت اليوم ، ويوم الأربعاء الماضي أيضا ، مع العمال - يفضلون أن أنعتهم بلفظ الشغيلة لا العمال - فقد توكلت على الله ولم نغسل الأيدي بالصابون ووضعنا الأكل على الطاولة دون أن نعقمها .
و ..
و ...
وعلى رأي أبي - رحمه الله - فإن المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين .
أحيانا نأخذ بأغنية سيد درويش :
" صبح الصباح صبح يا جميل "
و
" اضربها صرمة تعيش مرتاح "
أو تموت بكورونا ، فخالد بين الوليد القائد الإسلامي الذي قاد حروبا عديدة وخاض معارك كثيرة مات في فراشه لا في حروبه ، وقد أحزنه ذلك .
مساء الخير
خربشات
٢٧ حزيران ٢٠٢٠


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى