ميلود خيزار - كان اسمه " الأمين"..

أخي عثمان، إنها سنة أخرى بدونك.
كنّا دائما قريبين من التّـراب و في كلّ لقاء حتّى أننا نكاد نفترش الأرض الرّحيمة، كنت كثيرا ما تبادرني، من عزلتك الشريفة"، بالسّؤال عمّن تحبّ تسميتهم بـ "الأصدقاء"، تسألني حتى عن الذين "نسوك" و "اذوك": "كيف هم" و ماذا يحدث في المشهد؟ و تختم بتلك العبارة/ العبرة : "أحبّهم كلّهم فكلّهم أصدقائي، سلّم لي عليهم جميعا". تحاول أن "تتناسى" كلّ الذين "خذلوك" و أساءوا فهمك و أساءوا إليك. أحيانا أشعر بك تبحث لهم عن "أعذار" تكبرهم شرفا و مروءة و نبلا. دعنا نشيّع "المشهد" بابتسامة ساخرة.
كنت أنتظر أن تستعيد بعض عافيتك، بعض ما يكفي لتنـهض من مصيدة المرض، ليس جديرا بالصّقر أن يكون عُرضة ليد "لئيمة" أو عين تتصنّع الرّحمة" أو أن يقع، و لو صدفة، في طريق "صيّاد مقامات" لا يستحقّها. نعم، لقد "أجّلنا" الكثير من الأحاديث، ربّما طمعا في لقاء "لا فراق بَعده".
كان يجب أن تَخرُج من "حفرة الغيبوبة" تلك، لأخبرك بأشياء حدثت، أشياء أبشع من تلك التي حدثت في تلسمان و كانت وراء "يمينك" بعدم تلبية أي دعوة مستقبلا. الآن تتسلل ليلا إلى غرفة "قيلولتك الأخيرة"، فرقة مدجّجة بالضّوء، فرقة لا يعرفك أغلبها و يقودها رجل معصوب الضمير ، وقف عند رأسك و كلمك (و هو يعرف أنك لن تردّ)، لاحقتك رغبته تلك" إلى "حديقة الغيبوبة العالية"، لتقتنص من عزلتك الشريفة "لقطات تعيسة" عساها تؤثث بعض "خرابه الأخلاقي الفظيع"، أخبرك أن "الفيديو اللعين" لم يزل متداولا إلى حدّ اللحظة، لقد تركت لك نسخة من ذلك الفيديو، لتقابله به، هناك، يا صديقي، فهنا لا وقت للعدالة لمشاهدة "الظلم".
كان يجب أن "تخرج من تلك الحفرة" لتبرّئ ذمتك من "بعض الدّيون" الأخلاقية التي "ادّعاها عليك "بعضهم"، ظلما و بهتانا (فليس أبشع من تكون على الشّريف النبيل ديونٌ لدى لئيم خسيس).
للمناسبة، أخبرك يا صديقي، أننا استعدنا "حقيبة الظهر " تلك بكلّ محتوياتها، (لعلمك، الوزيرة التي جهلتك و اضطرّتك إلى ملء حقيبة كاملة بآثارك، قد أخذت بعض نصيبها من الحسرة التي أصابتك بفقد عزيزتك). أنتظر أن أرى "بركات نقائك"، في ذلك "الشويعر المغرور "الذي كتب عن "هروبك من بيتك" لأنك لم تمكّن غروره من "اصطيادك" في لحظة ضَعف).
هل أخبرتك أنّه ظهر لك "أصدقاء" من فصيلة الغربان ؟ حاولوا "السّطو" على تراثك "كما لو أنه "غنيمة" رجل ميّت، لكنهم "فشلوا". هل كان يجب أن ترحل لنعرف نحن كلّ تلك الغربان ؟
صديقي العزيز، نسيت أن أخبرك أني أجلس الآن، على الأرض، كما كنا نفعل، تراب لا يفصلني عنه سوى قطعة فراش من ميراث أمّ طيّبة، عليه صينية قهوة و فنجان وحيد، قليلون هم أولئك الذين يأنسون للأرض مثلنا. نحن "عشاق الأرض"، نعرف كيف نكلّمها و تصغي إلى صمتنا و تلملم ضحكاتنا الطائشة عن "قصيدة" ذلك الرّصافي الذي فضحه الشِّعر و هو يدسّ كلّ "قشور" شجرة الكلام في "مأدبة الخيال"، لكم كنّا نتعجّب لأولئك الذين يحاولون كتابة المحبّة و الجمال و الحريّة و النّقاء، بكلّ ذلك "الحقد".
لقد حكّ "المسيحُ" خدّه مرتين إثر قُبلة "يهوذا"، النّبوءة تحقّقت، رجاء، لا تبك "العبيد"، مكتوب أن يُنكر "بُطرسُ" المسيحَ، ثلاث مرّات قبل صياح الدّيك.
إنّ الرّماد الذي نثرته في عين تلك الرّيح، يلمع الآن كالذّهب في حُجر الصّبيحة.
سأفعل كلّ ما استطيع لأكون جديرا بتلك الصحبة و المحبّة و الافضاء.
نم، قرير العين.
الى لقاء قريب.
اخوك/:ميلود.


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى