صلاح الدين ابوبكر عثمان - وغدا تنفك لزوجة الطين!!!.. قصة قصيرة

صامتا على الشط الكئيب يجتر مرارة الايام ،والشمس ترمي على كتف المغيب شفق الوداع ،يستشف في لغة الحوار تناقض الاشياء وقتامة الافق الكئيب
يلعق غصة الاشواق الحبيسة بين المد والجذر والبحر الهياج،يرتاد المغاني التي عفها الرفاق وباضت في مفارقها العناكب، ويرنو فوق الجراح يحدق في المرايات العدم، وبغضب المفردات وعنفها يقاوم الويلات جمر الانتظار، يلحف في السؤال عن نتوءات الضياع بالشارع الذي يغلي تمردا، وعن بطاقات الهوية أي هوية ؟؟!!والمثال معفر بالحما المسنون ووريقات الجنون، عبثا يرهف السمع عله يلتقط الاحايين المؤاتية، ويحاول أن يستعيد من عباءة الوقت ملامح من شقوا للمسارب الف نافذة والف باب، لم يتعب من رهق التسفار و التجوال حول فترينات الغزاة الجدد ، ومعركة الاستلاب الثقافي وتحديات الحداثة ، حبال الامل الوضاءة تدفعه أن ينقب يبحث وبين ركام التاريخ عن عبق مضى، وعن سر طوته ذاكرة العذاب،ونماذجا من القدوات ترفد الراهن بوهج الإيماض والاشراق تكرما، والسماء السمراء حبلى بشتى التوقعات ،و ما هي الا هنيهة وتهمي ديمة تغسل اردان المدينة وفحشها، يفتح عينيه يقرأ تفاصيل الكارثة ،والفتق الذي أعي الراتق ، ويفتح احضانه ليضم في لوعة روعة الرواد تنوعا واستيعابا، تعتريه هزة أو نشوة لا يدري مصدرها ،فيهرع الى محرابه يهيم في الصلوات براءة وتطهرا ،متزملا ابريقه الفخاري يدندن بالذكر"أن يا حي يا قيوم"، يستبصر بين دقائق الأشياء عوالما من وهج ورهق واستغراب، فيجيء النداء من العدوة الادنى رخيما فخيما ،أن يا هذا ميقاتنا عندما تصطف اسراب النوارس في الاصائل او في الامسيات، وانت على اريكتك الخشبية ترقب المدارات وتسفار الكواكب تخاصر لوعة الافصاح، ووهج الصبابات القديمة، سيدة الحسن تقبل من بعيد ،تدنو منه تمطره بدفء الاحساس، ثم قالت وبالكف تشيح.... لك جسد المساء والاغراء وهيبة اللقيا، والتماعات البروق حين تزهو في العشيات خصوبة الرؤية، تكتب للغلابى اغنية الخلاص ، حينها يتحلق الشذاذ حول دائرة الحريق، كالأفاعي اللعينة وارتال الحمقى وانصاف الرجال، يعلنون ميلاد ملذاتهم ،وبقايا العهر المدنس والضحكات الصفر والكسب الرخيص، وعلى شرفات الليل تتراقص النجمات توغل خطوها على خارطة الطريق، انفاسك العطر ،وغاديات الغيم تنثر في الدواخل زخات اللهيب تشعل الحقل بالإنبات والإيماض والعرق النبيل، تدلف نحو بهوك رؤي الانبياء وتصطفيك جواهر القيم السوامق، وتحط على كتفيك شارات القبول
والقوم في وجل وفي هم لذيذ يستحثون الخطى املا في الوصول ، فتهزني ايقاعات الطبول وطلاوة الانشاد على مدارج النور، تتماوج النجمات رقصا غجريا وحضورا وانسجاما، فتفنى ثملا بخمرك السحري واصطلامات العروج، نحن في بهجة لو ذاقها الاغيار لجالدونا عليها بالسيوف، وما انفك شدوك الاثر يجتذب القلوب......مالي والنخيلات العجاف تغزل سعفها للهوى وحبات القصيد
تنسج من سهدها دررا تناغم وجعها تنتظر سردها القدسي ،بين تضاد الدلالات وانفعالات الطين، حين توصد الريح مسامات الخروج،وتمنحك الريتاج والتاج ايذانا بالعروج ،لحظتها ينبلج الصباح من رحم الاستلاب والغفلة يخترق الحشا، ويغني مع النوارس الراحلات في غربة الشفق الموله على شفاه الزمن الجحود
لم نعد تدمينا مرائي السحل و الموت والافاعيل البربرية ووحشية السفاح، ولا ملامح العراة يسومون اللذة في مواخير الخنا، فتنادي في الطرقات
زمليني ايتها الريح المشبعة بالغيوم والدفء الوريف، فغدا سيكون موعدنا على ظلال الروح نحتسي نخب الفلاح، وغدا تنفك لزوجة الطين ويلفني خيط رفيع من اللطافة والترف الحلال

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى